من المشكلات الإدارية التي تعاني منها معظم الإدارات والقطاعات الحكومية: أنه يتم تعيين الموظف في إدارة من الإدارات، وليس عنده أي تصور عن عمل هذه الإدارات ولا عن طبيعة نشاطها، أو يكون عنده تصور ضعيف عن ذلك، ولا يدري ما واجبات الوظيفة التي يتسلمها؟ وما الأهداف التي ينبغي أن يحققها, والوسائل التي يستخدمها؟ إلى غير ذلك من الأمور الضرورية التي ينبغي أن يطلع عليها، ويلم بها كل موظف قبل أن يباشر عمله، حتى يمضي في وظيفته على بصيرة من أمرها.
وهذا ناتج عن عدم وجود وثيقة تفصيلية لكل وظيفة تبين المهام، والواجبات، والمسؤوليات المطلوبة من كل موظف يتولى هذه الوظيفة، بحيث يطلب منه الاطلاع عليها، ودراستها بعناية واهتمام.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تعاني من هذه المشكلة ـ أيضاً ـ وخاصة في وظائف منسوبي المساجد من الأئمة والخطباء والمؤذنين، إذ كانت الواجبات والمسؤوليات المطلوبة من وظائف المساجد يشوبها كثير من القصور، وعدم الوضوح.
وقد عالجت الوزارة هذه المشكلة بإصدار «وثيقة منسوبي المساجد» التي أعدتها وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، ووافق عليها معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
وتتضمن هذه الوثيقة بيان شروط وتعليمات التعيين على وظائف المساجد، والمهام، والواجبات المطلوبة من منسوبي المساجد، والمكافآت، والحقوق والجزاءات.
وقد فصلت الوثيقة بيان المهام والواجبات والمسؤوليات المطلوبة من منسوبي المساجد فتضمنت:
أولاً: واجبات عامة. وكان من أهمها: عدم التغيب إلا بإذن رسمي من الفرع، وعدم إقفال مصليات النساء، أو دورات المياه وقت الصلاة. وعدم إضافة أية أجهزة، أو تركيبات كهربائية بالمسجد إلا بعد أخذ الإذن من الفرع.
ثانياً: واجبات الخطيب. وكان من أهمها: اقتصار الخطب على مفهوم الوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بأحكام الدين، وأن يلتزم الخطيب بعدم الخوض في مسائل السياسة، أو العصبية، أو الحزبية، أو التعرض لأشخاص، أو دول، أو مؤسسات تصريحاً أو تلميحاً.
ثالثاً: واجبات الإمام بصفة خاصة. وكان على رأسها: بيان أن الإمام هو المسؤول الأول عن إدارة المسجد، وعن كل ما يجري فيه من توجيه وأنشطة، وأن عليه الحضور للصلاة بوقت كافٍ، والمواظبة على إمامة الجماعة، وأن عليه مراقبة عمل المؤذن والخادم والرفع عن أي غياب أو تقصير، والتعاون مع مراقبي المساجد فيما يخدم رسالة المسجد، والحرص على إصلاح جماعة المسجد، وحل مشكلاتهم، ومساعدة المحتاج، والوقوف معهم عند شدائدهم، والفرح لفرحهم، والحزن لحزنهم، وغير ذلك.
رابعاً: واجبات المؤذن بصفة خاصة. وكان من أهمها: بيان أنه المسؤول الثاني عن المسجد، وأن عليه فتح أبواب المسجد قبل وقت الصلاة بوقت كافٍ، وتجهيزه إلى غير ذلك من الواجبات.
خامساً: واجبات خادم المسجد. وكان من أهمها: القيام بأعمال التنظيف، ومراقبة معدات مياه الشرب، ودورات المياه، وتنظيفها باستمرار في كل يوم، وفتحها قبل الصلاة بوقت كافٍ.
سادساً: واجبات مراقب المساجد. ويأتي على رأسها: القيام بمراقبة المساجد المكلف بمراقبتها، والوقوف عليها، وإعداد تقارير عنها. وأن يضع ملفاً لكل مسجد. والتأكد من قيام منسوبي المساجد بأعمالهم على أكمل وجه. إلى غير ذلك من المهمات والواجبات.
والمأمول أن تفضي هذه الوثيقة إلى تحسين أداء منسوبي المساجد وتطوير قدراتهم، والرقي برسالة المسجد في نشر الوعي الديني، والثقافي، وتقوية أواصر المودة بين أفراد الشعب، وإحياء فضيلة التكافل والتعاون والتزاور بين الجيران.. والله ولي التوفيق.