ظهرت مجموعة من الراهبات السوريات، اختفين عقب استيلاء مقاتلي المعارضة من إلإسلاميين على قرية مسيحية الأسبوع الماضي، في لقطات فيديو، وصرحن بأنهن على ما يرام، ونفين أنباء تفيد بخطفهن. واختفت الراهبات بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على الحي القديم من قرية معلولا شمالي دمشق بعد قتال شرس مع قوات النظام السوري في منطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية. وقال مبعوث الفاتيكان إلى سوريا إن المقاتلين نقلوا الراهبات من دير مار تقلا للروم الأرثوذكس إلى بلدة يبرود يوم الاثنين. وفي لقطات الفيديو ظهرت أكثر من 12 راهبة يجلسن في غرفة، وحين سُئلن إذا كن قد تعرضن للاختطاف نفين ذلك، وأضفن بأنهن غادرن الدير هرباً من القصف، وأنهن سيخرجن بعد يومَين. وقالت راهبة: نلقى معاملة جيدة، وقد نقلنا مقاتلو المعارضة الإسلامية من الدير؛ إذ تعرضنا للقصف. وأضافت: لقد أنقذونا، ونحن سعداء معهم. ولم يتضح توقيت أو مكان تصوير اللقطات أو ظروف الراهبات اللائي تحدثن.
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن سوريا قد «تتفكك» كلياً في حال لم يتم التوصل إلى تسوية في العام 2014، وذلك في كلمة ألقاها لدى افتتاح المنتدى الدولي في المنامة حول الأمن الإقليمي. وقال هيغ: في حال استمر النزاع فإن سوريا نفسها قد تتفكك، ومع التطرف المتصاعد فإن مساحة خارجة عن سيطرة أية حكومة قد تخلق في قلب الشرق الأوسط. داعياً إلى أن يكون عام 2014 عام حل للنزاع الذي يجتاح البلاد منذ نحو ثلاث سنوات. كما أكد هيغ أن جيران سوريا سيكونون في الخط الأول في حال تدهور النزاع بشكل كارثي، ولكن هذا الأمر سيشكل أيضاً تهديداً قوياً لأطراف أخرى في العالم، من بينها أوروبا. كما رأى أن استمرار النزاع سيؤدي إلى أزمة إنسانية، لن يعود بالإمكان السيطرة عليها مع عدد اللاجئين الذي وصل إلى أربعة ملايين شخص. ودعا هيغ السلطة والمعارضة إلى المشاركة في 22 يناير في مؤتمر جنيف2 مع الاستعداد لتقديم تنازلات. وبعد أن أشار إلى ضرورة أن يتفق الطرفان على حكومة انتقالية كرر هيغ القول إنه من غير المعقول أن يلعب الأسد ومعاونوه المقربون أي دور في مستقبل سوريا. وكان هيغ قد أعلن قبل ذلك في الكويت أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل بشار الأسد عن الحكم، وذلك في تصريحات أدلى بها على هامش زيارة له إلى الكويت.
هذا، وقد أبدى النظام والمعارضة استعدادهما للمشاركة في هذا المؤتمر، إلا أن مواقفهما متباينة حول الأهداف المرجوة منه، ولاسيما دور الأسد. وأكد النظام هذا الأسبوع على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي أن الأسد هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية في البلاد، في حين ترفض المعارضة أي دور له في هذه المرحلة. واعتبر هيغ في تصريحاته بقاء الأسد في منصبه سيكون «عقبة أمام السلام»، وأن بريطانيا أو أي دولة غربية لن تقبل به. وقال: نعتقد أنه من الضروري جداً أن يرحل. مجدداً التذكير بأن حكومة بلاده تعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الممثل الشرعي للشعب السوري.