لا أعرف لماذا دفعت إحدى المحطات الخليجية (غير الرياضية) مبالغ كبيرة من أجل الفوز بتقديم (كرة البرازوكا)، الكرة الرسمية لكأس العالم 2014 م، حصرياً صباح اليوم التالي لكشف (النقاب) عنها في البرازيل؟!.
البرنامج الذي عُرضت فيه (البرازوكا) كان برنامجاً صباحياً مخصصاً للأسرة الخليجية يوم الأربعاء الماضي، ونسبة مشاهدة الشباب له تكاد تكون معدومة، لأنهم إما في مدارسهم وجامعاتهم أو في مقار أعمالهم، ومع ذلك أصر (مذيع البرنامج) و(زميلتاه) على لمس الكرة داخل الأستوديو وحملها واستعراضها؟! والحديث عن ألوانها وخفة وزنها وكيف أنها خضعت للتجربة أكثر من مرة بتصاميم مختلفة! وأعادت المذيعة التي دخلت بالكرة للأستوديو أكثر من مرة، التذكير بأن هذه (المرة الأولى) التي تخرج فيها الكرة على شاشة تلفزيونية في العالم!.
مبروك يا أهل الخليج فقد فزنا بعرض (البرازوكا)! حتى قبل البرازيليين أنفسهم!.
ولكن ماذا بعد؟!.
هل تعلمون أنه في اليوم التالي بدأت الشركة المصممة (للبرازوكا) مفاوضات مع محطات عربية وأجنبية لتسويق عرض (الكرة) في برامجها كمادة إعلانية (مدفوعة الثمن)، بعد أن دفعنا نحن أولاً لعرض هذا الإعلان؟!.
يبدو أننا في الخليج (مولعون وشغوفون) بعقدة أول، وأكبر، وأسرع .. الخ من معجزات العالم (السبع) التي نعتقد أنها لا تتحقق إلا في بلداننا الصحراوية!.
يحق لنا أن نفخر بما حققناه غير الرياضة، التي يقال أنها تهدم أكثر مما تبني! وتثير بيننا (الشحناء والبغضاء والتناحر)! والتأريخ شاهد لا يموت!.
برأيي أن الأهم من عرض (البرازوكا) على شبابنا، هو فهمهم معنى المصطلح الشعبي البرازيلي الذي سميت به الكرة، والذي يعني (فخرهم) الوطني بطريقة حياتهم ومعيشتهم في بلدهم، رغم ولعهم (بكرة القدم) وتشجيعها منذ عقود طويلة مع كل الصعوبات السابقة التي عاشوها، حتى انهم مارسوا وشجعوا كرة القدم جنباً إلى جنب مع حبهم وعملهم الدؤوب لوطنهم الذي بات اليوم سادس (قوة اقتصادية) في العالم!.
أتمنى وضع جزء نظري (لمادة التربية الرياضية) لطلابنا في المدارس يبين كيف تشجع؟ وكيف تنتمي لناديك؟ وكيف تحب منتخب وطنك؟ وكيف تبنيه؟!.
يكفينا لو تم استعراض كيف نهضت (الرياضة) بالبرازيل، خصوصاً وأن منطقتنا مقبلة على تنظيم كأس العالم قريباً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.