يا محمد.. يا صديق.. يا رفيق، أنا لا أمارس أي طقوس دينية، بل أذّكر فقط (بياء المنادى) التي نضعها قبل أي اسم كنوع من ( التوافق المجتمعي) لمناداة (العامل) قبل أن نستشيط غضباً ثم نقول له (يا هيه)!
بكل تأكيد (الهيه) هذه تدل على النكرة، وتُقال كنوع من الانتقاص للمشار إليه، ومن نافلة القول أنه يشترك مع الأخ العامل (المغضوب عليه) كائنات بشرية أخرى يقال لها (يا هيه)! وعلى رأس ذلك (الزوجة) التي يخشى البعض قول اسمها في مكان عام فيناديها بـ (يا هيه)، مما يشكل لديها حالة من الرضاء النفسي والشعور بقيمتها (كأنثى) تسير إلى جوار سي السيد (الحمش)!
معضلة ذكر اسم الزوجة في المجتمع ما زالت تشكّل خطاً أحمر عند البعض، ولا أدل على ذلك إلا تأخر بعض الأزواج في الاستجابة عند مناداة اسم زوجته قبل دخول العيادة أو صرف الدواء، وقت رأيت بنفسي رجلاً يطلب من الصيدلي ذكر اسم (ملف الزوجة) دون اسمها ونحن ننتظر صرف العلاج سوياً؟!
بعض بطاقات (دعوات الزواج) تدلك على الاعتراف التدريجي بالمرأة (ككائن بشري) عند ذكر اسمها كشريك رئيسي في حفل الزواج على طريقة (زفاف ابتنتا فلانة)، إلا أن الممارسات ما زالت تتفاقم في الواقع، ولك أن تتخيّل تأثير مناداة الرجل لزوجته بـ(يا ولد) في السوق أو في مكان عام (على أطفالهم) والمبرر حتى لا يعرف الناس اسمها؟!
المشكلة عندما تستخدم خلطة المكس (يا هيه يا ولد) مجتمعة، وفي هذا دلالة على أن صاحب النداء (كائن عجيب) لا يمكن أن يفصح عن اسم زوجته إطلاقاً!
أتخيل أنه لو أجابك سيقول لك (يا أخي ما فيها شيء أنا أنادي العرب)!
(يا عرب) كم هو جميل هذا النداء الذي يستخدم عند التنبيه لدخول مكان ماء (خشية أن يكون فيه امرأة لم تستتر)!
ولكنه مؤلم جداً، ويجلب لك العبرة والغصة لأنه يذكّرك (بمآسي الأمة) التي انكشفت عوراتها ولم ينبهها أحد!
يا عرب.. لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي!
وعلى دروب الخير نلتقي.