هل يمكن أن نرى فيلماً «سينمائياً سعودياً» يعتمد على «رواية سعودية « حتى لو كانت تفاصيلها مرعبة، سواء كانت مستمدة من الواقع أو من الخرافات الشعبية؟!.
لا أعتقد أنّ شيئاً ينقصنا، فنحن نملك من الإمكانات والعقول ما يكفي لتحويل شيء من صور «واقعنا المرير « أو من قصص الخرافات الشعبية التي تمتلئ بها المنتديات والمواقع الإلكترونية، أو تلك التي تروى على الألسن «ليُخوّف بها الصغار» إلى فيلم «سينمائي» مرعب؟!.
مشكلة كتّاب الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية المحسوبة علينا، أنهم يرون «بعين واحدة « تنسخ أعمالاً سابقة، في محاولة لتحقيق نجاح مماثل أو على الأقل السير في نفس الطريق وطرح نفس المشاكل «المكرّرة والمملّة»، بينما خير ربنا كثير ومشاكلنا لها أول وما لها آخر، فقط تريد من يلتقط ملامح جديدة، ويقدمها بقالب مشوّق!.
الآن أنصح «بقراءة المعوذات « قبل إكمال قراءة المقال، لأننا سنتحدث عن «الجن» والشياطين، ونحن نعود لفكرة أقدم وأكثر الأفلام السينمائية المرعبة نجاحاً في العالم ، إنه فيلم «طارد الأرواح» The Exorcist والمنتج العام 1973م، حيث يُصاب كل من شاهده في صالة العرض بحالة من «الإغماء الشديد» و»الأرق» لعدّة ليالٍ، حتى أن سيارات الإسعاف كانت تنتظر في الخارج إلى نهاية الفيلم؟!.
وقد قيل إنّ 9 من كادر العمل والتصوير «ماتوا» في ظروف غامضة !! كما احترق البيت الذي صوِّر فيه؟! وحدث الكثير من المشاكل الأخرى؟!.
بريطانيا حظّرت عرض الفيلم بصالاتها في ذلك الوقت، حتى أنّ الجمهور كان يستقل «باصات» لنقلهم إلى خارجها لمشاهدة الفيلم والعودة مباشرة، ويقال إنه أكثر الأفلام رعباً في العالم حتى اليوم، وهو لازال يحقق «المرتبة الثالثة» رغم الإنتاج بتقنيات عالية؟!.
فكرة الفيلم ببساطة التقطها الكاتب الأمريكي من أصل لبناني «وليم بيتر» العام 1949م عندما نشرت الصحف الأمريكية مقالات وتقارير تداولها الناس عن قيام عدد من « القساوسة» بطرد أرواح شريرة من جسد طفل، ولكن الطفل تحوّل إلى روح شريرة تتحدث مع الأشباح وترتكب جرائم مخيفة !.
السؤال ألا يتداول الناس لدينا «قصصاً وخرافات شعبية» تصلح أن تكون نواة لفيلم من هذا النوع؟!.
أم أنّ الكتّاب السينمائيين لدينا لا يقرؤون الصحف اليومية ليلتقطوا الأفكار من الواقع، كما كان يفعل «وليم»!.
وعلى دروب الخير نلتقي.