بسبب عدم ثقة قطاعاتنا الحكومية بنفسها، صار الأطفال، في التمهيدي وما فوق، لا يثقون بها.
تعليق الدراسة مثال حيوي.
- يا ابني الجو صار صحوًا، كيف راح يعلقون الدراسة؟!
- صدقني يا أبوي، راح يعلقونها، علشان يفتكون.
وهذا ما يحدث دوماً.
مشاريع الطرق مضروبة لا يعتمد عليها، مباني المدارس غير موثوق فيها، لذلك تتسابق الجهات على تعليق الدراسة، لكيلا تتواجه مع المشكلة. ونكون بذلك، قد عزّزنا لدى الأطفال، عدم الثقة في مشاريع وطنهم، إضافة إلى تزايد تعليق الدراسة، سواء في حالة المطر أو الغبار، مما يؤثِّر على التحصيل الدراسي من جهة، وعلاقة الطلبة والطالبات مع المدرسة، كمؤسسة.
هل من الممكن أن نعود لنصلح العيوب التي أفقدتنا الثقة في معظم المشاريع الحيوية؟! هل من الممكن أن تكون لدينا شركات حقيقية، يهمها تشييد مشاريع تبقى للزمن، وتصلح ما أفسدته شركات جمع الأموال واحتكار المشاريع، تلك التي بلعت البلد بلعاً؟! هل من الممكن أن تكون هناك جهة رقابية، تحدد وتراقب وتتابع مشاريع البناء الحكومية، بحيث تكون مسؤولة عن جودتها وعن استمرار صيانتها؟! ألن تكون لهذه القصة نهاية؟! هل سيستمر المقاولون يعبثون بمشاريعنا على الرغم من المليارات التي يقبضونها، والتي تبني مدناً في بلاد غير بلادنا؟!