صباح السبت الماضي، وفي تقاطع شارع العليا العام مع شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، وأثناء توقفنا للإشارة، كان هناك طفلان يتسولان، وكانا من الجنسية اليمنية المتسللة، وكان من بين السيارات التي كان الطفلان يتسولان منها، سيارة شرطة. ولم يكن أي من الطفلين يعبأ بهما، حتى أن سائقاً مصريا، سأل أحدهما، وهو يشير لسيارة الشرطة:
- يا ابني، إنتَ ما تخفش؟!
لكن الطفل شوّح بيده إلى الخلف، وكأنه يقول:
- لا يهمك.
حاولت أن أكون مثل بعض المتخصصين في تبرير الأخطاء، فأجد أي مبرر لهذا المشهد، فلم أستطع. نحن في حالة حرب مع مخالفي أنظمة الإقامة، وهؤلاء يسرحون ويمرحون تسولاً، بكل استهتار، وفي أشهر تقاطع في عاصمة البلاد، وفي وضح النهار.
من المؤكد أن معظمكم حضر مثل هذه المسرحية، ليس مرة واحدة بل مرات عديدة، مما يدل على أنه ليس سلوكاً فردياً، بل ظاهرة سلبية، يجب أن يضعها مسؤولو الأمن على طاولة البحث والنقاش، إلى أن يتم الوصول إلى حل سريع وجذري، يمكن من خلاله تجنيد كل القطاعات للتعامل مع أي مخالفة أمنية، فالوطن في النهاية واحد، والأمن يجب أن يكون موحداً، وإلاّ سيظل مخالفو الأنظمة يستغلون هذا الخلل لمصلحة جرائم، لا يعلم إلا الله إلى أين قد تقودنا.