تظاهر نحو ألف طالب أمس الثلاثاء في جلال أباد كبرى مدن الشرق الأفغاني للتعبير عن رفضهم لبقاء قوة أمريكية في البلاد بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي أواخر العام 2014، وهو موضوع مطروح للنقاش الوطني في كابول بدءاً من الخميس. وبقاء قوة أمريكية بعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الأطلسية منصوص عليه في اتفاقية أمنية ثنائية تتفاوض بشأنها كابول وحليفها الأمريكي منذ أشهر عدة.
وسيبحث اللويا جيرغا المجلس التقليدي الكبير هذه الاتفاقية أثناء اجتماعاته التي تستمر من الخميس إلى الأحد في كابول بمشاركة نحو 2500 مندوب، يمثلون أطياف المجتمع الأفغاني.
وانطلق المتظاهرون من حرم جامعة جلال أباد التي تضم 30 ألف طالب، وسدوا الطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الأفغانية، ورددوا هتافات «الموت للولايات المتحدة» كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وهو أول تجمع عام من هذا النوع احتجاجاً على الاتفاقية الأمنية الثنائية المرفوضة من حركة طالبان التي تقاتل حكومة كابول وقوات حلف شمال الأطلسي منذ طردها من الحكم في 2001. وقال الطالب شفيع الله إنه «على أفغانستان ألا توقع هذه الاتفاقية»، فيما اعتبر متظاهر آخر، يدعى حبيب الرحمن عرب، أن موفدي اللويا جيرغا «لا يمثلون الشعب الأفغاني»؛ وبالتالي لا يحظون بالشرعية للبت في مواضيع مهمة كهذه. وفي حال الموافقة عليها ستسمح الاتفاقية للقوات الأفغانية بالاعتماد على دعم أمريكي بعد رحيل قوات الأطلسي المقدر عددها بـ75 ألف جندي؛ ما يثير المخاوف من موجة عنف جديدة في البلاد التي يسيطر المتمردون على جزء منها.
وكانت الولايات المتحدة تعتزم إبقاء قوة في العراق بعد العام 2011، لكنها اضطرت في نهاية المطاف إلى سحب جنودها؛ لأن بغداد رفضت منحهم هذه الحصانة.