إذا تأملنا وجودنا في هذه الحياة بلا شك سوف ندرك جميعاً لنعبد الله وحده {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} والعبادة متنوعة يؤديها الإنسان على أشكال مختلفة، فالمسجد يعتبر المكان الذي تتوافر فيه جميع مقومات العبادة باعتباره له خصوصية روحية واجتماعية ونظافته التي توفر الطمأنينة في أعلى درجاتها لكل من دخل المسجد، كأنه انقطع عن الدنيا وارتبط بالآخرة، فالنظافة أمر الله بها نبي هذه الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في بداية نزول الوحي، والذي يؤكد أهميتها {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} من معززات رسالة المسجد التي يجب تفعيلها بكل أمانة وإخلاص من القائمين على المساجد في بلادنا الغالية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف التي يرصد لها في ميزانية الدولة كل سنة المئات من الملايين لتشييد المساجد وصيانتها في جميع مناطق المملكة والمشاهدة من الجميع، ولكن على الرغم من عقود الصيانة التي تبرمها الوزارة مع الكثير من المؤسسات والشركات نلاحظ رداءة الصيانة والنظافة في بعض المساجد، على الرغم من وجود العمال في الغرفة المخصصة لهم في أحد زوايا المسجد، حيث إن دورهم فقط غالباً في خدمة إمام ومؤذن المسجد، وربما بعض جماعة المسجد، أما نظافة أروقة المسجد فنجد أنها متدنية جداً، فالسجاد ممتلئ بالغبار والأتربة نتيجة لعدم تنظيفه بالمكنسة الكهربائية، لأن البعض من عمال النظافة يستخدم غالباً المكانس اليدوية، أما دورات المياه فحدِّث ولا حرج، تجد معظمها تفتقد الصيانة والنظافة، فصنابير المياه والسيفون تالفة وينزف من خلالهما مئات المكعبات من المياه التي نحن في حاجة ماسة إليها، أيضاً الكراسي الإفرنجية داخل حمامات المساجد مهملة تماماً من قبل عامل النظافة، وإن وجد اهتمام فهو ينصب على الكراسي العادية (الحمام العربي)، على الرغم من قلتها في المسجد لأن الغالب الحمامات العربية، ويفترض الإكثار منها، آخذين في الاعتبار أن من يرتاد المساجد أكثرهم من كبار السن، فلهذا أطالب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمراقبة مستوى الصيانة في المساجد بشكل أسبوعي للوقوف على حالتها، ومحاسبة متعهد الصيانة فيها طالما أنها أبرمت مئات الملايين في سبيل عمارة وصيانة المساجد.
والله من وراء القصد.