التقت الجزيرة بمعالي مدير جامعة الملك فيصل الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي، الذي تحدث عن الندوة والتطلعات والآمال, مؤكداً أن أغلب توصيات الندوات السابقة نفذت, وشارحاً كيفية اختيار البحوث، وعدد المشاركات وغيرها.
* كان للجامعة السبق والاستمرارية في تبني ندوات النخيل السابقة، وها هي تستضيف الندوة الخامسة، ماذا يعني لك هذا؟
يعني لي ريادة الجامعة في الحفاظ على إرثها وتاريخها منذ أن بدأ تأسيسها على تبني حل مشكلات البيئة والمجتمع وتقديم الرسالة المنوطة بها، إذ حرصت الجامعة على استمرار هذه الندوات منذ أن أقيمت في عام 1402هـ - 1982م وتميزت بها إقليمياً وعالمياً لتهيئة أفضل الظروف لرعاية وتحسين إنتاج هذه النخلة المباركة.
* الندوة شجعت عدداً كبيراً من العلماء على إجراء العديد من البحوث التي تهتم بزراعة النخيل ومنتجاته, ما أثر الندوة على هؤلاء العلماء ومشاركاتهم فيها؟
السمعة العالمية التي حظيت بها الندوة جعلت العلماء والباحثين يترقبون إقامتها لعرض ما لديهم من أبحاث ونتائج جديدة، كما أن هناك نخبة من العلماء والباحثين يحرصون على حضور هذه الندوات المرة تلو الأخرى.
* تميزت الجامعة في الندوات الأربع السابقة، فما الجديد في ندوة هذا العام؟
كما يعلم الجميع أن العلم أصبح أكثر دقة وتعمقاً وتقدماً، وبالتالي أصبح هناك اختصاصات علمية دقيقة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها. وبناء على ذلك تم تخصيص عنوان لندوة النخيل الخامسة، وهو (التقنية الحيوية في نخيل التمر). وكما هو معلوم أن التقنية الحيوية هي من العلوم الحديثة، وتعمل حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة التعليم العالي على نقل وتوطين التقنيات الحيوية، سواء في الزراعة أو المجالات العلمية الأخرى.
o هل حققت الندوات الأربع السابقة المأمول ... وما المطلوب من هذه الندوة؟
نعم حققت حل لبعض المشكلات التي واجهت قطاع النخيل والتمور، كما أنها عمقت أواصر التعاون بين الباحثين على الصعيدين الوطني والدولي.
* ما المعايير التي يتم وفقها اختيار المشاركين من داخل المملكة وخارجها؟
تميزت هذه الندوة بأن المشاركين تم اختيارهم بعناية كمتحدثين رئيسين، نظراً لما يتميزون به من خبرات والاستفادة من خلاصة فكرهم الناتج أبحاثاً علمية متعمقة ودراسات تطبيقية متخصصة في مجال الندوة، كما أن بقية المشاركين قاموا بتقديم ملخصات أبحاثهم ليتم فحصها بعد الإعلان الأول للندوة. وقامت اللجنة العلمية بفرزها وفحصها واختيار الأبحاث الأصيلة والمميزة والمبتكرة والتي تأتي ضمن محاور الندوة.
o كم عدد الباحثين المشاركين في أعمال هذه الندوة من داخل المملكة وخارجها, وما الدول المشاركة؟
عدد المشاركات ست وستون مشاركة، ثلاثون منها من خارج المملكة وستة وثلاثون من داخلها، وبلغ عدد الدول أربع عشرة دولة من مختلف أنحاء العالم هي: المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وفنلندا والنمسا ومصر والجزائر والمغرب وقطر والإمارات العربية المتحدة وباكستان وماليزيا.
* في نهاية كل ندوة يتم وضع توصيات، هل تجد أن هذه التوصيات أخذت بعين الاعتبار ونفذت بحذافيرها أو نفذ جزء منها؟
ربما نستطيع القول أن أغلب التوصيات التي جاءت في الندوات السابقة نفذت سواء كلياً أو جزئياً، والدليل على ذلك أنه في ندوة النخيل الأولى كانت أهم التوصيات إنشاء مركز أبحاث النخيل والتمور، وبالفعل تم إنشاء المركز في العام نفسه، وكذلك التوصية بزراعة الأنسجة لإكثار النخيل. كذلك جاء في الندوات الأخرى الاهتمام بالمكافحة المتكاملة للآفات, عليه تم إنشاء كرسي سوسة النخيل الحمراء في المركز. وبالفعل تم تقديم الأبحاث لتقديم الحلول لها. وكذلك الاهتمام بالجانب الاقتصادي لنخيل التمر ومشتقاتها، وتم إنشاء كرسي اقتصاديات نخيل التمور ومشتقاتها، إضافة إلى الكثير من التوصيات التي نفذت من خلال أبحاث تطبيقية.
* هل هناك عائد كبير من هذه الندوات على مستقبل النخيل والتمور في محافظة الأحساء؟
لا شك أن العائد كبير، والدليل على ذلك هذه الندوات التي حضرها عدد كبير من المسؤولين والمهندسين الزراعيين، سواء في وزارة الزراعة أو الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص للاستفادة من مستجدات البحث العلمي في مجال النخيل والتمور، إضافة إلى التعاون الدائم بين مركز التميز البحثي في النخيل والتمور والجهات ذات الصلة. كما أنه بالنظر إلى الوضع الحالي نرى النتائج والتأثير الإيجابي لهذه الندوات على الزراعة سواء في محافظة الأحساء أو باقي مناطق المملكة، كما نتوقع أن يكون التأثير إيجابياً ومفيداً لمستقبل النخيل والتمور.
* ما الكلمة التي توجهها للباحثين المشاركين في أعمال هذه الندوة؟
تمنياتي للباحثين المشاركين والحضور في الفعاليات التوفيق والسداد، وأن تكلل جهودهم وأعمالهم بالنجاح، وأن تكون هذه فرصة لالتقاء الخبرات والأفكار العلمية، وأن تعود الفائدة المرجوة على الجامعة وعلى الوطن وعلى العالم أجمع. كما تتقدم إدارة الجامعة بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد على ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام ورعاية للجامعة والندوة، كما نشكر معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري على رعايته الكريمة لهذه الندوة، ونثمن لوزارة التعليم العالي دعمها وتشجيعها للجامعة وبالأخص دعمها لمركز التميز البحثي للنخيل والتمور ممثلاً في الدعم المباشر من أمانة مراكز التميز البحثي، ونشكر سعادة وكيل وزارة التعليم العالي للشئون التعليمية والمشرف على أمانة مراكز التميز البحثي الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي.