توصل فريق علمي سعودي من الهيئة السعودية للحياة الفطرية إلى معلومات مهمة حول هجرة طيور الحبارى السنوية التي تمر بأراضي المملكة العربية السعودية، حيث تبين أنها تقطع سنويا نحو 6 آلاف كيلو ذهابا وإيابا، وتسير بسرعة تتراواح بين 50و 70 كيلو في الساعة، في حين تقطع في الطيران المتواصل نحو 400 كيلو، وهو مايعني أنها تقطع المسافة في رحلتها السنوية بنحو أسبوعين.
وأنهى الفريق الذي أوفدته الهيئة لمتابعة هجرة طيور الحبارى الزيارة الميدانية في كازاخستان بمتابعة هجرة طيور الحباري وإجراء دراسات بيئية مقارنة بين البيئات التي تقضي فيها الخريف والشتاء شمال المملكة ومناطق تعشيشها في الربيع والصيف في جنوب كازاخستان. وكان فريق العمل قد ثبت أجهزة متابعة بالأقمار الاصطناعية على عدد من طيور الحباري البرية التي تم الإمساك بها بأسلوب جديد من خلال أسرها بالصقور المدربة ودون إيذائها وذلك بتثبيت واقيات على مخالب ومناقير الصقور المستخدمة في الأسر، وعند الامساك بالحبارى يتم تثبيت أجهزة التتبع عليها ومن ثم إعادة إطلاقها مرة أخرى. وفي برنامج استمر ثلاث سنوات منذ العام 2011م تبين أن الطيور المتابعة تقطع مسار هجرتها من شمال المملكة عبر العراق وإيران وتركمانستان وأوزباكستان وتستقر في جنوب كازاخستان. قاطعة في كل عام ما يزيد على ستة آلاف كم ذهاباً وإياباً بين مناطق التعشيش والمناطق التي تقضي فيها فترة الشتاء ، كما تبين من خلال الدراسة أن رحلتها في كل مرة تستغرق حوالي الأسبوعين للوصول للمواقع المنشودة ومثلها للعودة وبسرعة تتراوح مابين 50-70كم في الساعة، كما أسفرت نتائج الدراسة أنها تطير بشكل متواصل لأكثر من 400كم ويكون طيرانها أثناء الهجرة على ارتفاع مابين 1000-1500م.
من جانبه، قال الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية إن الهيئة تسعى في المستقبل للتوسع في برنامج إكثار وإعادة توطين الحبارى في المحميات المناسبة في المملكة والاستمرار في الدراسات العلمية التي تدعم هذا النوع النادر .
وبين سموه أن نتائج هذه الدراسات تأتي لتعزيز دور المملكة العربية السعودية في المحافظة على الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض عالمياً كطيور الحبارى، خاصة وأن المملكة من ضمن الدول الموقعة على معاهدة « بون « المعنية بالأنواع المهاجرة، وعلى العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحافظة على الحياة الفطرية. ونوه سموه بالدعم السخي والمتابعة التي تلقاها الهيئة السعودية للحياة الفطرية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهدة الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله للارتقاء بجهود الهيئة للمحافظة على الحياة الفطرية في المملكة وإنمائها وتعزيز اسهاماتها في الجهود الدولية في هذا المجال.