انتقد مختصون الشركات والمؤسسات المتخصصة في تنظيم المعارض والمؤتمرات بالسوق المحلية، وقالوا خلال جلسات المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض أمس إن عدم وجود نظام تأهيل وتصنيف لهذه المنشآت، أوجد خللاً في القطاع، وأوضح الدكتور زهير محمد سراج أن أهم المعوقات التي ستواجه القطاع خلال الحقبة القادمة قلة عدد مراكز المؤتمرات المؤهلة فنياً ولوجستياً لاستيعاب فعاليات دولية كبيرة والعمل على تصفية الشركات الدخيلة على القطاع، حيث ستواجه عملية التصنيف والتأهيل ممانعة ومقاومة شرسة مع ملاحظة قلة الشركات المتخصصة في تزويد الخدمات الخاصة بالمؤتمرات بشكل محترف وعدم وجود صياغة عقود قياسية تحمي حقوق الأطراف والازدواجية في التطبيق وتعدد جهات الرقابة الميدانية.
وقال د. سراج إن من أبرز المعوقات التي تواجه القطاع هي عدم وجود نص صريح في الترخيص والسجل التجاري على تنظيم المؤتمرات، حيث يشير الترخيص فقط إلى تنظيم المعارض، ومن المعوقات أيضاً عدم وجود نظام تأهيل وتصنيف لشركات المعارض والمؤتمرات الأمر الذي أدى إلى استمرار الشركات غير المتخصصة والمحترفة وبقائها كمنافس في السوق بطريقة غير عادلة وعدم وجود نظام ضمان لجودة الخدمات المقدمة من المنشآت الخاصة المؤهلة لاستضافة المؤتمرات، فضلاً عن تعدد المرجعيات التي تقدم التسهيلات والموافقات وعدم وجود نماذج لعقود قياسية بين المنظمين ومقدمي الخدمات، وبين المنظمين وأصحاب القاعات والفنادق فضلاً عن الخلط القائم لدى الكثير من الجهات التي تسند تنظيم مؤتمراتها للقطاع الخاص بين منظمي المؤتمرات ووكالات الدعاية والإعلان وضعف الدعم والمساندة من الجهات بالقطاع العام وكبار شركات القطاع الخاص لمبادرات منظمي المؤتمرات عند طرح فكرة أو مشروع إقامة مؤتمر أو منتدى وقلة إدراك عدد كبير من الجهات ذات العلاقة بأهمية قيمة الوقت في قطاع تنظيم المؤتمرات.
ودعا سراج إلى عدم إسناد تنظيم المؤتمرات إلا للشركات المؤهلة من قِبل البرنامج الوطني.
وكشفت جلسات الأمس بأن الإنفاق على سياحة الأعمال «مؤتمرات ومعارض» بالمملكة نحو 9 مليارات ريال خلال 2012م.
وقدم الدكتور حمد الإسماعيل نائب رئيس هيئة السياحة للاستثمار والتطوير الأبعاد الاستثمارية لمشروعات مدن ومراكز المؤتمرات والمعارض إذ تحدث عن الأهمية الاقتصادية لمدن ومراكز المؤتمرات والمعارض، حيث أوضح أن الرحلات السياحية بغرض حضور المعارض والمؤتمرات تمثِّل أكثر من 15% من إجمالي السياحة في العالم بواقع أكثر من (135) مليون رحلة سياحية.. وأن الناتج الاقتصادي من صناعة الاجتماعات يبلغ (250 مليار دولار)، ويعمل فيها (1.5) مليون موظف في الولايات المتحدة.. في حين بلغت معدلات الإنفاق على المعارض والمؤتمرات (سياحة الأعمال) في المملكة خلال 2012م نحو 9 مليارات ريال بعدد 176 معرضاً في 11 مدينة في المملكة. كما تطرق إلى الفرص الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة المتاحة في قطاع المؤتمرات والمعارض بالمملكة والفرص الاستثمارية الكبرى الواعدة في القطاع.
فيما تطرق مدير الفعاليات والمؤتمرات بالهيئة سعود مدني لفرص تطوير وترويج الاستثمار وقدم ورقة بعنوان: نحو شراكة فاعلة لتمكين استثمارات ذات قيمة مضافة لتنمية مستدامة، وقال إن قطاع المؤتمرات والمعارض في المملكة ما زال قطاعاً ناشئاً وواعداً وإن تفعيله مسئولية مشتركة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مبيناً أن تنويع المعارض والمنتديات في مناطق المملكة يسهم في زيادة الناتج المحلي وخلق فرص توظيف جديدة.
واعتبر أن منتدى التنافسية الدولي الذي تقيمه هيئة الاستثمار بشكل سنوي دليل على قدرة المملكة لاحتضان أكبر المنتديات والمعارض في العالم وكذلك منتدى جدة الاقتصادي ومنتدى الرياض الاقتصادي.
من جهته تطرق رئيس لجنة المعارض والمؤتمرات بغرفة الرياض علي العثيم إلى دور الغرف في الاستثمار في صناعة المعارض والمؤتمرات مستعرضاً تجربة غرفة الرياض وهدفها التعرف على واقع ومستقبل الاستثمار في صناعة المعارض والمؤتمرات بالمملكة واستعراض تجربة غرفة الرياض في مجال الاستثمار في هذه الصناعة والدروس الممكن الاستفادة منها من التجربة.
واستعرض مستوى التطور والنمو في أداء المركز وأوضح أن عدد المعارض داخل الصالات زاد بنسبة 15% وزاد مجموع العارضين الكلي بنسبة 40% لعام 2012 مقارنة بعام 2011م.
وتناول عدنان مندورة أمين عام غرفة جدة صناعة المعارض والمؤتمرات وتأثيرها الاقتصادي مستعرضاً قيمة الاستثمار في المؤتمرات والاجتماعات في بريطانيا والتي بلغت ما يقارب 18.8 بليون باوند في 2011، والمتوقع أن يصل حجم الاستثمار إلى 21.8 بليون باوند خلال 2015، فضلاً عن التجربة الألمانية والتي شهدت في 2012، مشاركة حوالي 99000 من العارضين الدوليين ضمن 160 معرضاً تحارياً دولياً بنسبة زيادة 4.2% عن العام السابق، فضلاً عن ارتفاع اقتصاد كوريا بشكل كبير بعد أن استضافت مدينة بوسان منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي لـ 21 بلداً من بلدان حافة المحيط الهادي.
واستعرض مندورة دور غرفة جدة في تدعيم الصناعة، مبيناً أنها أول من أنشأ معرضاً للصناعات الوطنية واستمر لأكثر من 20 سنة.