تفاعلاً مع ما كتبه الأخ المهندس عبدالعزيز السحيباني لوجهات نظر بتاريـــخ 14-12-1434هـ مقترحاً أن يقوم مجلس منطقة القصيم الموقر بتبني فكرة إنشاء مزرعة أبحاث تعنى بزراعة -النوى- لإنبات نخيل تتنج أنواعاً جديدة من التمور على غرار ما كان يقوم به قدماء المزارعين الذين اكتشفوا كل هذا العدد الوفير من صنوف النخيل، ويأتي اهتمام الأخ الكاتب بهذه المزرعة المتخصصة في زراعة النوى بعد أن لاحظ عدم اهتمام المزارعين في السنوات الأخيرة باكتشاف أنواع جديدة من النخيل التي تنتج أنواعاً جديدة من التمور وإسناد مهمة العناية بالنخيل وتسويق ثمارها إلى العمالة الوافدة وأود التعليق بهذه الملاحظات:
* لم يكن قدماء المزارعين يقومون بأنفسهم بزراعة النوى -عبس التمر- ومتابعته حتى يكبر ويثمر وإنما كان النوى ينبت من تلقاء نفسه وبخاصة في أحواض النخيل ومجاري المياه ومنه ما يترك حتى يثمر فإن كان ثمراً جيداً استمر الاهتمام به وما كان ثمره غير كذلك يتم اقتلاعه أو قطع الماء عنه بسبب قلة المياه وصعوبة استخراجها من الآبار بواسطة -السواني - وكان التركيز على سقيا الزروع والنخيل المثمرة.
* إسناد العناية بأشجار النخيل وتسويق ثمارها إلى العمالة الوافدة في السنوات الأخيرة سببه عدم وجود عمالة وطنية وعزوف ما يوجد من العمالة الوطنية عن العمل في هذه المهنة الشاقة إضافة إلى توفر العمالة الوافدة التي صرنا نسند إليها كل المهن والأعمال وتكتفي بتمثيل دور الكفيل أو الشريك لهذه العمالة التي ما ينبغي التذمر من وجودها طالما أنها تسد النقص الحاصل في العمالة الوطنية.
* الاهتمام باكتشاف أنواع جديدة من تمور النخيل ما ينبغي أن يتم بمعزل عن الاهتمام بالمحافظة على المياه الجوفية التي يتم استنزافها حاليا في سقيا ملايين النخيل التي تنتج أنواعاً كثيرة من التمور الجيدة وبكميات تفوق أصناف المرات حجم الطلب المحلي عليها، وإذا كان الاهتمام بالمحافظة على مخزون المياه من الاستنزاف قد دفعنا إلى تقليص زراعة القمح وهو محصول استراتيجي هام ينبغي أن يدفعنا هذا الاهتمام إلى تقليص زراعة النخيل التي تستنزف أضعاف ما تستنزفه زراعة القمح.
* اكتشاف أنواع جديدة من التمور لا يزال جارياً ولكن انتشاره يكون على نطاق ضيق وأذكر على سبيل المثال اكتشاف أحد المزارعين في محافظة الرس إحدى النخيل من نوع -النبوت- أنتجت ثمراً يشبه البرحي لكنه أكثر حلاوة وأكثر هشاشة وصاحب هذه النخلة شديد التحفظ على فسائل وثمر هذه النخلة من الانتشار.
الشاهد أن الاهتمام بهذه الشجرة المباركة ينبغي أن يكون بقدر الحاجة وبما يناسب مواردنا المائية المحدودة وغير المتجددة.