من منطلق ما يفكر به بعض الرجال ومن خلال ما يتوارد لي على ألسن النساء.. سأتطرق لواقع قد لا ينطبق على الجميع ولكن هو الأكثر انتشارا، إنه قضية (الزوجة الثانية). وبالرغم من أن البعض يراها - وخصوصا من الطرف الآخر - تدخل لتخطف رجلاً من زوجته وعياله إلا أن الحقيقة أنها هي الضحية بالدرجة الأولى غالباً، فهي وإن سلمت من ذلك المفهوم لا تسلم من الأذية، إلا أن ذلك يبقى معقولا لحد ما، مقابل أن تجد نفسها أمام زوج يدق على مسامعها كل ما اعتراه من سوء، ومن أنه تزوجها لتريحه وتمتعه ويجد لديها السكينة، متغاضياً أنها هي كذلك من حقها أن تمارس آدميتها بكل ما يخالطها من غضب أو ضيق أو حق وغيره مما يدور بين الأزواج. مقابل ما تراه من حصانة تتمتع بها الزوجة الأولى قد تكون تقلدتها من خلال كونها أم الأبناء وتلك العشرة الطويلة، تجعلها بمنأى عن أن يطالبها الزوج بشيء غير الرضا بقراره مما يدفعه للمزيد من التنازلات أو التغاضي.
فيجعلها تشعر على الدوام أنها مظلومة ومن حقها أن تقول أو أن تفعل ما تشاء، وعلى الثانية «على ذلك» أن ترضى و تسير على تقلب مزاجها كونها رضيت أن تتزوج من رجل لديه زوجة!.
وكأنها أمام مونودراما يؤديها شخص واحد ترتبط به جميع خيوطها.
طبعا ما ذكرت هو تلك الصورة التي تتخيلها الزوجة الأولى وتحاول جاهدة أن تجسدها لزوج ليراها كحقيقة ويتعاطى معها كما تريد. أما الثانية فهي إما أن تجد نفسها قد وقعت في ذلك الخلط بين الأوراق فتتعثر خطاها ويتبعثر استقرارها فتجد حياتها على حرف.
أو أن تكون حقا تجسد الاسطورة في تلك التي تتملك قلب الرجل وتسلبه كاملا من ماضيه، فلا تعد زوجته ولا أبناءه في حياته إلا كمشهد عارض على خشبة المسرح. فتمارس معه حرب الاستنزاف وتقضي في داخله على «الحاج متولي». وبعيدا عن كل تلك القصص والأحاديث يبقى من يستثنى من كل تلك الأحداث ومشاكلها وصراعها الدائم الذي لا يكاد يدخل في هدنة حتى يتمرد عليها. ألا وهم من خلص حبهم، ورجح عقلهم، وخرجوا من دائرة التذبذب إلى ثقة لا يزحزحها كيد الحياة ولا كدرها، «بالمناسبة» استثنيت الزوجة الثالثة والرابعة فلا أراهما أحياناً غير تكملة عدد. في أمان الله.