يوم الذاكرة ومكاشفة السؤال..!

حين يكون الرقم (1).. لليوم الأول..

ويكون الرقم (1) للشهر الأول..

أتخيل أن الرقم ذاته للسنة الأولى، في عمر الأيام، وشهورها، وسنينها الهجرية...!

لكننا لم نلحق من عمرِ التاريخِ أولَ رقمٍ في سنتِه الأولى..، المقدَّرة بتاريخ أولِ يومٍ لهجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، بل عرفنا ما تم فيه من حدثٍ عظيم، هو تضحيته صلى الله عليه وسلم بخروجه من أحب البلاد إليه استجابةً لنداء رسالتِه، ومهمة دعوته، ومسؤولية نبوَّته، إيمانا بقوة، ووجاهة، وعظمة اختياره أن يكون عند ربه آخرَ الأنبياء، وأحب الأصفياء، وأصفى المختارين لهذه الخاتمة السماوية التي شاء الله أن يكون دين الإسلام هو الذي يتم على يديه، ويرضى به الخالق العظيم لخلقه، ومن يبتغي بعده دينا آخرَ لن يقبله الله تعالى منه.

في هذا اليوم، تنبثق للذواكر عظمةُ دين الإسلام ليس قولا يُلقى باللسان، إن لم تفزُّ له الجنانُ، وتنهمر من خشية قيمته، وبُعد أهميتِه العيونُ بل القلوبُ.

تُرى ألا يسأل كلّ ذي هوية جوارَ ديانته مسلم، ما هو إسلامه؟ وكيف هي أفعاله؟ وما الذي قدَّمه من وثيق الصلة بدينه من فكر، وعمل، وتربية، وتعليم، وبذل، وبناء اجتماعي، وعطاء مشارك، وحمية صادقة، ووقوف صلب في جميع المواقف، وذمة في جميع الخفايا، وأمانة لا تلين قناة ضميرها؟!

ليكون خير من يستحق أن يفرح بطمأنينة إلى أنه العبد المطيع ربَّه، المستحق عفوه، ومؤازرته تعالى له في محن الدنيا، وشتات أمرها.. ولا يكون عوناً لمن لا ينتمي لدينه بالتنصل من جزئيات، أو كليات هذا الدين.. والتساهل واللين في التفريط بشيء من موجباته وعزائمه..

كل سنة هجرية في أول أيامها، وأول شهورها، دعاء حميماً، متوسَّلاً، متضرَّعاً أرفعه لرب السماء لكل المسلمين، ولي أن نحقق إسلامنا كما يحب ربنا، بما تقتضي رسالة المهاجر الأول عليه الصلاة والسلام من واجبات التمثيل، والتنفيذ، طاعة له، واقتداء به، وإرضاء للخالق العظيم، إقبالا عليه، ووعيا بما يغضبه، وبما يرضيه..

سنة هجرية نأمل من الله أن يجعلها مقدم النصر، والنجاة، والسعادة، والخير لهذه الأمة التي حملت الأمانة.. هدىً لأجيالها، وصونا لأعراضها، ورزقا لمواردها، وحفظا لعافيتها، وشداً لأزرها، وحسن خاتمة لرسالتها. اللهم آمين.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855