ذكر المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، أن المملكة في المرتبة 120 من 140 في قطاع المؤتمرات والمعارض العالمي.
وقال المهندس طارق العيسى، خلال الجلسة الأولى من أعمال المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض الذي انطلقت فعالياته أمس بجدة: إن مركز الرياض للمعارض يعد الأصغر والأقل تجهيزًا مقارنة بنظرائه في دبي وأبوظبي والدوحة.
وبيَّن أن المملكة هي من أقل دول العالم تنظيمًا للمؤتمرات الخاصَّة بالجمعيات الدوليَّة (الإمارات 68، قطر 20 والمملكة 9). وتحدث العيسى عن الخطة الخمسية للبرنامج، مستعرضًا واقع قطاع المؤتمرات والمعارض بالمملكة، واحصاءات القطاع في كلِّ من أمريكا وكندا وألمانيا وأستراليا، وسياحة الأعمال الداخليَّة، موضحًا أن المملكة جاءت في المركز التاسع من عشرة في الشرق الأوسط من حيث الجذب للمستثمرين في قطاع المعارض حسب تقرير مجلة ميتمي. وقال: إن البرنامج يسعى إلى تطوير القطاع ليصبح أكثر فعالية، كما سيتم إعداد اللوائح والسياسات وإصدار التراخيص وقائمة التنظيمات. وانطلقت أمس الأحد في جدة أعمال المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض، حيث كانت أولى الجلسات بعنوان «قطاع المعارض والمؤتمرات في المملكة العربيَّة السعوديَّة» أدارها عبد الله الجهني المشرف على تأسيس البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
وتناولت الجلسة الأولى تأثير قطاع المعارض والمؤتمرات على الاقتصاد حيث تحدث توم هولتون مدير العلاقات الدوليَّة بمجموعة ايميكس عن أهمية الاجتماعات والمعارض التي من شأنها أن تطوّر الأعمال وتسهم في خلق إستراتيجيات الاحترافية، وبالتالي رفع القيمة المعرفية وتبادل وجمع المعلومات حول ما يخص الوظائف والعوائد.
وتوقع أن أيّ خلل بالدقة والتغطيات لهذه الاجتماعات والمعارض قد يشكل خطرًا على قطاع المؤتمرات والمعارض، مستعرضًا العديد من التجارب الدوليَّة الناجحة، كتجربة فيينا وماليزيا وأستراليا، حيث حقق قطاع المؤتمرات والمعارض عائدًا ماديًّا بقيمة 654 مليون يورو بأستراليا منها 180 مليونًا عوائد على الضرائب.
وتحدث حسين الفراج رئيس اللجنة الوطنيَّة لشركات المعارض بمجلس الغرف السعوديَّة عن جميع التحدِّيات والسلبيات التي يعاني منها قطاع المؤتمرات والمعارض في المملكة، والعوامل الاجتماعيَّة التي تتعلّق بالوعي والتفاعل، وكذلك العوامل الحكوميَّة كالأنظمة الخاصَّة بالقطاع، ومنها عدم وجود نظام حكومي واضح، تداخل المسؤوليات الحكوميَّة والإشرافية بين عدَّة أجهزة حكومية للترخيص للفعاليات والمعارض وصعوبة وقلّة منح التأشيرات المناسبة، رغم وجود مراكز مناسبة إلى حد ما لاستضافة المعارض المحليَّة والدوليَّة في المناطق والمدن الرئيسة من المملكة إلا أنها للأسف لا تتمتع سواء كمرافق ومنشآت أو إدارات تنفيذية بقدر كافٍ من الاحترافية، ولا توجد آلية تعاون موثوقة وفعالة بين مختلف الأطراف المستفيدة من العوائد الاقتصاديَّة والتجاريَّة والثقافية للمعارض والمؤتمرات، ذلك بالإضافة إلى ظاهرة التستر وبيع تراخيص المعارض والفعاليات من شركات ومؤسسات سعودية لشركات أجنبية، مما جعل معظم الإيرادات الماليَّة للمعارض والفعاليات تذهب إلى الخارج دون أن يستفيد منها السوق المحلي ومنظومة المرافق الأخرى المستفيدة منه.
بعد ذلك تقدم سيمون روبنز المدير الإقليمي لشركة IQPC بورقة عمل تحدث خلالها عن تجربة الشركة بقطاع المؤتمرات والمعارض وعن شركاء النجاح وعن إستراتيجية الشركة كما نوّه بأهمية المنتدى وما يمكن أن يقدمه من دعم للقطاع، الذي من شأنه أن يقدم المملكة كوجهة مهمة ومعتمدة لصانعي المؤتمرات والمعارض.
وخلال الجلسة الثانية، أكَّد مختصون ورجال أعمال، أن المملكة احتلت المرتبة 83 عالميًّا من حيث مساهمتها في صناعة المؤتمرات والمعارض الدوليَّة بعدد 9 مؤتمرات فقط خلال عام 2012م.
وقالوا: إن تنمية ودعم قطاع المعارض والمؤتمرات في المملكة، يتطلب تذليل العوائق والصعوبات التي تعترض نمو القطاع من أبرزها التأشيرات والجمارك، وذلك للوصول إلى الهدف الأعلى وهو ازدهار اقتصاديات المملكة وتسويقها بالشكل الذي يليق بمكانتها وقوتها التاريخية والتنموية.
واستعرض المختصون في الجلسة الثانية تحت عنوان «اجتمع معنا» التي أدارها حمد بن عبد العزيز آل الشيخ نائب الرئيس للتسويق والبرامج بالهيئة العامَّة للسياحة والآثار، دور صناعة المعارض والمؤتمرات في تحريك الاقتصاد الوطني، وتوزيع الصناعة العالميَّة للمؤتمرات والمعارض ونصيب المناطق منها والفرص الاقتصاديَّة الضائعة ومعوقات صناعة المعارض والمؤتمرات.
وأشار رجل الأعمال المعروف صالح كامل رئيس مجلس إدارة غرفة جدة، إلى أن الإسلام في تنظيمه اهتم بالمعارض والمؤتمرات، كون أن لها أهمية اقتصاديَّة مباشرة.
وتناول كامل المزايا المتنوعة التي تتمتع بها مدينة جدة التي تأخذ أهميتها من كونها ممرًا بين الحرمين الشريفين. داعيًا إلى أهمية تجمع العالم الإسلامي ضمن فعاليات تقام في السعوديَّة يتم من خلالها عرض أهم وأبرز المنتجات التي تنتجها هذه الدول بالإضافة إلى عقد اللقاءات بين المواطنين في دول العالم الإسلامي.
وأشار كامل إلى أن غرفة جدة بالتعاون مع الغرف التجاريَّة الأخرى أنشأت برنامج لأبحاث اقتصاديات الحج من أبرز أهدافه السعي إلى تنظيم عشرات المؤتمرات والمعارض خلال الحج ومواسم العمرة تشارك فيها دول منظمة العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن المعارض والمؤتمرات في جدة تبلغ في الوقت الحالي 144 فعالية، مع العلم بأن جدة مهيأة لأن تستضيف معارض ومؤتمرات بشكل أكبر وأوسع.وأبان أن جدة من أوائل المدن التي أنشأت مركزًا للمعارض قبل 30 عامًا وأقيمت فيه آلاف المعارض، والآن هناك مركز جديد للمعارض سيُقام في المطار بالتعاون مع أمانة جدة. مضيفا: «نحن في المراحل الأخيرة لوضع اللمسات النهائية على المشروع».وأكَّد على أهمية إيجاد معرض دائم للمنتجات السعوديَّة أو منتجات دول العالم الإسلامي لكي يتعرف المواطنون في هذه الدول بمنتجات بلدانهم.
من جانيه، أوضح الدكتور عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، أنَّه بالرغم من أن المملكة الأولى اقتصاديًّا في الشرق الأوسط والأكبر خليجيًّا من حيث المساحة والسكان إلا أن نصيبنا من صناعة المعارض والمؤتمرات شيء يؤسف له، حيث تشير الإحصاءات غياب الدول والمدن العربيَّة تمامًا عن المراتب الستين الأولى في قائمة المدن الأهم في صناعة المؤتمرات العالميَّة، حيث وردت مدينة دبي في المرتبة 62 وهي مرتبة متأخرة.
وقال: إن المملكة تسجل غيابًا ملحوظًا في قائمة الثمانين الأولى في صناعة المؤتمرات العالميَّة، حيث احتلت المرتبة 83 في قائمة الدول من حيث مساهمتها في صناعة المؤتمرات الدوليَّة بعدد مؤتمرات بلغ 9 مؤتمرات فقط.وأشار الزامل إلى أنّه بالرغم من أهمية مدينة الرياض كوجهة إستراتيجية للأعمال حيث أصحاب القرار للمشروعات العملاقة إلا أنها مع ذلك لم تستغل مقوِّماتها الهائلة وخصوصًا البشرية في إيجاد الفرص الاقتصاديَّة الضائعة على مدينة الرياض.
وتابع: «من واقع دراسة فعاليات مركز الرياض الدولي للمعارض اتضح أن نحو 20 فعالية من إجمالي 33 فعالية مخططة بمركز الرياض الدولي للمعارض هي فعاليات محليَّة، وأن حجم الطاقة التشغيلية لصالات العرض المغطاة بمركز الرياض لا تتجاوز 18.3 في المئة من إجمالي الطاقة القصوى».
ولفت إلى أن صناعة المؤتمرات والمعارض لا تزال تعمل من منظور محلي، وحتى المعارض المحليَّة فإنّها تنطلق من منتجات استهلاكية، كما أن مركز الرياض الدولي للمعارض يعد بمثابة الذراع التنفيذي لصناعة المؤتمرات بالرياض وأنه يتيح طاقات وإمكانات لا تزال غير مستغله بشكل كبير.