لا حديث في مصر، إلا عن محاكمة الدكتور محمد مرسي، الرئيس المخلوع، التي ستتم اليوم في ضاحية طرة، وبالتحديد في معهد أمناء الشرطة الموجود في هذه الضاحية للعاصمة المصرية، والتي تعد منطقة أمنية مغلقة، حيث تضم مقرات أمنية ومراكز اعتقال وسجوناً أهمها سجن طرة، ومعهد أمناء الشرطة منشأة أمنية محصنة ومؤمنة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر شوارع وممرات مراقبة بالكاميرات، وعلى الطرق الموصلة إلى المعهد فرق وكمائن شرطية لا يمكن تجاوزها.
ولهذا فقد اختير المعهد وأعد لإجراء محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي وعدد من قيادة جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تدير الحكم قبل أن تطيح بها الجماهير المصرية والقوات المسلحة.
محمد مرسي الذي يتوقع أن يتخلف عن حضور المحاكمة إن لم تستطع الجهات القضائية والأمنية إقناعه بالحضور يواجه تهماً عدة في القضية المرفوعة ضده، وهي إعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، إضافة إلى تهم المشاركة في فتح السجون والهروب مع عدد من المعتقلين قبل ثورة 25 يناير، كما وجهت لمحمد مرسي تهمة (التخابر) مع حركة حماس، وإتهامات بخيانة الأمانة والتآمر على تخريب الأمن الوطني المصري.
تهم خطيرة إذا ما ثبتت سيواجه محمد مرسي أحكاماً قاسية جداً، وهي في الحقيقة تعد أحكاماً -كما هي المحاكمة- موجهة لجماعة الإخوان المسلمين وفكرها، إذ إن محمد مرسي ومن يحاكم معه هم رموز وقادة للجماعة أكثر من كونهم حكاماً سابقين، ولهذا فإن أنصار الجماعة داخل مصر وخارجها قد استعدوا منذ وقت لإفشال هذه المحاكمة وتجريدها من مشروعيتها، عن طريق حشد عشرات الآلاف من الأنصار في تظاهرات لمحاصرة مكان المحاكمة واقتحامه إن استطاعوا، في حين ستخرج تظاهرات أخرى في الميادين والساحات في القاهرة والجيزة والمحافظات الأخرى، بل وحتى أمام السفارات المصرية وبالذات في الدول الأوروبية، ولهذا فإن الجميع في مصر وخارجها ينتظرون هذا اليوم الاثنين الرابع من نوفمبر، والذي سيشكل يوماً مفصلياً في مسيرة الصراع الدائر بين السلطات المصرية الجديدة وجماعة الإخوان المسلمين، فإذا سارت الأوضاع حسب ما هو مخطط لها وتمت المحاكمة حتى وإن لم يحضر محمد مرسي، ولم تكن الاحتجاجات والتظاهرات بالنسبة المؤثرة تكون السلطات الجديدة قد كسبت نقاطاً إضافية في صراعها مع الجماعة، أما إذا استطاع أنصار الجماعة أن يعرقلوا إقامة المحاكمة وخرجت الاحتجاجات والتظاهرات عن السيطرة، فسوف تضيف قوة إضافية للحركة الاحتجاجية التي يقودها أنصار محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، مما يضيف أعباء جديدة لحكومة حازم الببلاوي التي يتهمها البعض بالضعف في مواجهة عنف وإرهاب جماعة الإخوان.