أتأمل في حفلات الزواج مجتمعة ومنفردة، حينما أكون مدعواً للبعض منها، وأبارك كغيري للعرسان نحو حياة سعيدة ، طالما المرء اختار عروسه، وتمت مشاهدتها، وليس بالوكالة والاكتفاء بمشاهدة الأم للعروس، ثم تلا ذلك اتفاق شرعي محكم الوثاق والشرعية برضا الطرفين، فأقيم الفرح وساد المرح، فبدأت تأخذ الحياة الزوجية مجراها ومرساها، وفق عناق محبة بين زوجين سيكونان عماد أسرة متآلفة.. قوامها اتفاق ثم عناق، متمثل بحوار هادئ ورأي مشترك لتوجه أسري جيد، دون نغص ونكد.. لكن المثل يقول» تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» حينما تدب المشكلات بين الطرفين وكلاهما يتمترس للطرف الآخر، وكلاهما يزعم أن الحق لجانبه، ولو فتشنا عن أسباب المشكلة فيما بينهما، لوجدنا أن هناك طرفا خفيا يلعب بعواطف الطرفين اللذين لم يمض على زواجهما سوى سنتين أو ثلاث سنوات على أقل تقدير، والتي ربما أثمرت عن إنجاب أطفال، هم اشد وقعا على النفس.. هذا الطرف الخفي، نجده في معظم المشكلات العائلية التي حدثت بها وقائع طلاق.. أليس المثل يقول: فتش عن المرأة؟! المرأة في أحيان كثيرة هي عدو المرأة. وهذا ليس بخاف على ابنة حواء.. وما تحتويه البعض منهن من مكر ودهاء.. خصوصا من أمهات الأزواج. هذا التحليل ليس من عندي، بل الشواهد والبراهين أثبتت على أرض الواقع المرير مشكلات أفضت في معظم حالاتها لكوارث طلاق، كانت أسبابها تافهة للغاية، ولدي من المعلومات عنها ما ينوء الجمل بما حمل!!
تعالوا لنقرأ قصتين من أقاصيص زوجتين تعيستين .. الزوجة الأولى كانت وراءها أُماً متلفعة برداء شيطاني بها من الكدر والتنغيص على زوج ابنتها، ما لم يطق احتماله من تصرفات زوجته، المطيعة لأمها بكل بغباء وعمى في تنفيذ أوامرها، موهمة ابنتها أن مصلحتها تقتضي كسر شوكة زوجها.. أُم رعناء جنت على ابنتها وزوجها فوقع الطلاق.
الثانية.. أسرة مكونة من ثلاثة أفراد الأب والأم وولد، لم يتجاوز عمره عشرين عاما، مات الأب مخلفا لولده الذي لم يرزق بغيره ولأمه إرثا طائلا لو تم التبرع بالنصف منه في حياة الأب، لسد رمق وفقر أناس دولة إفريقية لكفاهم مؤنه البؤس والحرمان، الأم عقدت العزم على أن تزوج ابنها، يكون وهو الابن الصالح والمطيع ، الأم دائبة البحث عن عروسة تليق لابنها ، أليس هو ابن ثري وثريا في آن؟ الأم تلبستها حالة من الغرور والزهو بالثراء، الأم وفق ما تم تداوله أن الأم من النوعية الطاغية بتصرفاتها الخاطئة، تجاه زوجتين اقترن بهما ولدها، فاستطاعت بجبروتها الطاغي أن تجعل هاتين الزوجتين مطلقتين، فالزوجة الأولى كانت قوية وصعبة التطويع لمراد الأم فسعت الأخيرة لخراب بيتها مخافة أن تسيطر على ابنها وتأخذه منها، فكان الصراع بين الأم والزوجة حينها أشبه بصراع أداور الشر ما بين محمود المليجي وفريد شوقي - رحمهما الله -، والزوجة الثانية كانت ضعيفة شخصية وقليلة حيلة ولم تطق صبرا على جبروت الأم التي كانت بمثابة الزوج الآمر الناهي، في وجود الابن الزوج الذي هو بمثابة لعبة «باربي» في يد الأم. لذلك طلبت الزوجة المغبونة الطلاق وهو ما حصل، بعدما تعب أهلها في محاولة رأب الصدع ما بين الأم الشريرة والزوجة البائسة، ومثل هاتين الحالتين هناك الكثير من الحالات التي راح ضحيتها أزواج وزوجات، لا ذنب لهم فيما حصل من مكر وتسلط أمهات افسدن زيجات كثيرة، ومن الظلم أن أقول كل الأمهات وإنما البعض منهن بل القليل منهن، وإلا فإن الخيرات من الأمهات هن الأكثريات، وهكذا، حينما يحيق المكر السيئ بأهله!!