بصراحة ظل نادي الهلال لأكثر من نصف قرن وهو يتميز بصفة نادرة وغير متوفرة لغيره من الأندية طوال هذه المدة وهو أنه محصّن داخلياً وغير قابل للاختراق، ومع إدراكنا أنه لا يوجد أي بيت في العالم إلا ولديه مشاكل وخلافات ولكن ما ميز نادي الهلال طوال نصف القرن أن مشاكله واختلافات أعضائه دائماً ما تكون مختفية أو على الأصح غير قابلة للظهور إعلامياً أو حتى على مستوى الأشخاص، ولم نشاهد طوال السنوات الطويلة الماضية أي اختراق لهذا التحصين رغم اختلاف الإدارات والرؤساء ومرور النادي بمشاكل عدة سواء داخلياً أو مع أطراف خارجية إلا أن التميز استمر في سياسة الكتمان والتعاون على عدم إظهارها على السطح من أي طرف كان، إلا أن الأمور قد تبدلت والله أعلم فهذا الموسم يعتبر الأول في تاريخ الهلال الحديث الذي نشاهد لاعبا سابقا ومدربا حاليا يهاجم بعض رموز النادي ورجال كتب التاريخ أسماءهم من ذهب.
وفي المقابل يخرج رئيس سابق ويكشف المستور ويوجه تهماً كبيرة في مسيرة ذلك النجم الهلالي الذي طالما تغنت به الجماهير الزرقاء ورغم محاولة كبار رجال الهلال تهدئة الأمور إلا أنها تعتبر سابقة أشغلت الشارع الرياضي برمته متزامنة مع فراغ إداري يعيشه النادي في ظل غياب الرئيس ونائبه وابتعاد أعضاء الشرف مما يدل على أن الهلال يعيش على صفيح ساخن وأتوقع والعلم عند الله أن أي هزة أو هزيمة قد تؤجج الأمور وتفجر غضب الجماهير التي أبدت استياءها مما يحدث داخل النادي وخارجه في حالة غير مسبوقة، ولم يعرف عن الهلال أن رجاله يسمحون بأن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه.
القناة الرياضية تعود إلى المربع الأول
لقد صدمت وصدم كثير من محبي قناة الوطن (الرياضية) السعودية من تناقضات ودخولها في نفق مظلم وفوضى إدارية غير مسبوقة لقد كشف لنا هذا الأسبوع أن هناك شيئا ما وغير معروف ينخر في قنواتنا الرياضية السعودية، وما لفت انتباهي هو التناقضات في إدلاء المعلومة والبيانات غير المدروسة والتصاريح المسيئة التي لم أتوقع أن تخرج من مسئولين ائتمنوا من قبل ولاة الأمر على القناة الرياضية الوحيدة لدينا.. فماذا يفسر تصريح الأخ خالد الدوس عندما قال بالحرف الواحد: أن الرواتب لا تأتي عند باب البيت ولا أعلم إذا كانت إدارته الغالية قد تعودت على ذلك، وما يؤسفني أكثر أن في نفس الصفحة يخالفه مدير الشؤون المالية محمد الدوسري ويناقضه ويعترف أن التأخير من القناة ونتيجة هذه الفوضى وإدارة الأمور بعشوائية وبغموض نتج عنه استقالة أفضل المحللين إن لم يكن الأميز الزميل عادل البطي لأسباب مالية ثم بعد أقل من يومين يلحق به المحلل والنجم يوسف خميس الذي لا يقل عنه كفاءة لنفس الأسباب ويتبين بعد ذلك بل يطفو على السطح مستحقات ضيوف لم يستلموها من العام الماضي.
والغريب بعد ذلك كله هو ما غرد به المتحدث الرسمي للقناة وليد بن طالب بأن القناة ليس لها علاقة بالمستحقات المالية!!.. يا رجل إذاً كيف تفاوضون ولماذا توقعون مع محللين ومقدمين وأنتم لا تملكون المال وما مصير ضيوف برامجكم الذين قدروا دعواتكم وأرسلوا بياناتهم وصور بطاقاتهم وفي النهاية «مالك خلف».
وتأكيداً على أن كلاً يغني على ليلاه المتحدث الرسمي ينفي تقديم المحلل والكابتن يوسف خميس لاستقالته وهذا ما أكده في نفس اليوم الكابتن يوسف من خلال لقاء في إحدى الصحف الرياضية أجري معه ونشر في عددها ليوم الأربعاء 30-10-2013.
لا أعلم ما هو جديد قناة الوطن هل هو فقط عدم تسليم حقوق وبيانات وتناقضات واعتذارات وإيقافات واستقالات والقادم يبدو أكثر.
هل يعني تكرار مقولة قناة الوطن أن يحضر الضيوف بدون مقابل؟ أليس الوطن هو من يكافئ أبناءه وله منهم الولاء؟
قناتنا الرياضية العزيزة عليها بذل الجهد وإنصاف من يعمل وإعطاء الناس حقوقهم لكي تعيد ثقة مفقودة بينها وبين كافة المجتمع ما بين متلقي وضيوف وعاملين وإذا ما استمرت على هذا الوضع فإنني أشك أن يمدد للقناة الرياضية حصرية نقل المسابقات السعودية بهذه الوضعية وليسمح لي الصديق العزيز الدكتور محمد باريان إذا ما كان سيطالب الرياضيين العمل والتعاون مع القناة بدون مقابل لأنها قناة الوطن والسؤال الأهم هل يستلم دكتوري العزيز راتبه كل نهاية شهر أم يعمل متطوعاً؟
نقاط للتأمل
- سجلت الجولة السابعة حصول أكبر عدد من الكروت الملونة عن بقية الجولات الست الماضية وقد يعود ذلك إلى الشحن الذي مورس على اللاعبين خارج المستطيل الأخضر وليس بداخله.
- بغض النظر عن صحة ضربة الجزاء الهلالية من عدمها التي احتسبت أمام فريق التعاون إلا أن الفريق التعاوني لا زال يدفع ثمن الظلم غير المسبوق الذي تفنن مختلف الحكام ضد هذا الفريق المجتهد.
- إذا صحت الأنباء أن مهاجم الأهلي فيكتور سيموس قد كذب على الإدارة الأهلاوية عن إصابته وخداعه الطويل فيجب عدم إبقائه ويجب أن يدرك أن الأهلي أكبر منه ومن مراوغاته الكاذبة.
- كم كنت أتمنى من الأهلاويين الإبقاء على المهاجم الأبرز «العمدة» حتى ولو كان يعاني من إصابة بسيطة فإصابة المهاجم فيكتور كانت ولا زالت أطول وقتا وأمرا.
- كم كنت أتمنى من نائب رئيس نادي الاتحاد أن يعمل لحل مشاكل ناديه باحترافية وأن يعمل بصمت حتى ولو صعد الأمور إلى الجهات الأعلى ولكن بدون تواجد فضائي مكثف.
- لم يمض عن مناشدتي لإدارة النصر للتجديد مع اللاعب محمد السهلاوي ومناشدة المدرب إعطاءه الفرصة إلا ويحسم لقاء الفتح المهم بهدف لا يمكن أن يسجله سوى السهلاوي، وكان هذا أقل من 24 ساعة على طلبي مما يؤكد أنني لم أخطئ في نظرتي للاعب.
- أعتقد أن اللاعب السابق وحارس مرمى الهلال صالح السلومي أراد من الهلاليين ومن بعض المجتمع الرياضي أن يتذكره من خلال إساءاته للنصر وتاريخه وهذا ما كان يليق بلاعب تواجد في ناد كبير كالهلال رغم أنه يعتبر الأسوأ في مسيرة الحراسة الهلالية على مدى التاريخ.
- سيستمر النصر بتقديم عروضه المتميزة وتجاوزه الفرق الأخرى إن هو سحب القيادة من عبدالغني المتوتر في جميع المباريات واعتمد على السهلاوي في المقدمة واستمر في تجميد اللاعبين المستهلكين من أنديتهم.
- كل الاستفتاءات في السنوات الأخيرة تظهر أن يوسف خميس وعادل البطي المحللين الأفضل على الساحة فما بال القناة تضحي بهما بسهولة لمطالبتها بأبسط حقوقهما؟
- لا أظن أنه من اللائق على لاعبين كبار خدموا الكرة السعودية الظهور فضائياً والحديث عن أمور مضى عليها سنوات طويلة ومعظم من تحدثوا عنه هم إلى رحمة الله الآن فمن الأجدى الحديث عن وقتنا الحاضر وما نمر فيه من أزمات رياضية غير مسبوقة.
خاتمة: بعد يومين من الآن يحل علينا عام جديد هو من أعمارنا نسأل الله القبول من صالح الأعمال والتجاوز عن سيئها وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يديم نعمة الاستقرار على بلادنا ويحفظه من كل مكروه ويجمع شباب المسلمين على قلب واحد ويدحر جميع من أراد بالإسلام والمسلمين أي باطل وكل عام وأنتم بخير.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.