جدد متخصص في تفسير الرؤى والأحلام، مطالبته لمعبري ومفسري الرؤى بتقوى الله، والحرص على نفع الناس وفق ضوابط شرعية تبصر الناس وتوعيهم، وتفسر لهم ما يرونه في منامهم استناداً إلى ما أنعم الله عليهم من علم شرعي، وفراسة، محذرا إياهم من المتاجرة بعقول الناس، ومن يسألهم في هذه الأمور.
وحذر الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض ومفسر الأحلام المعروف المسلم والمسلمة من الدخلاء على تفسير الرؤى، ومن المتاجرين بالرقية الشرعية، ومن الذهاب إلى مدعي التعبير من المتعالين، والجهال، وأهل الكذب الذين يدعون علم الغيب، ويروجون بين الناس الشعوذة والخرافة بدعوى تعبير المنام، مشدداً على أهمية، ودور وسائل الإعلام في تنوير الناس تجاه مثل هذه القضايا، وعدم استغلالها في الكذب على الناس أو استغلالهم مادياً عبر الاتصالات الهاتفية وفق أرقام محددة مسبوقة الدفع.
وأبدى فضيلته أسفه لتهافت بعض الناس على المشعوذين ومن لا يملكون العلم الشرعي لتفسير رؤاهم، وأحلامهم، مشدداً على دور الدعاة وطلبة العلم وكذا القنوات الفضائية وخصوصاً الإسلامية في تبصير المسلم والمسلمة بأمور دينهم، ودنياهم، وتحذيرهم في نفس الوقت من الذهاب إلى المشعوذين، وقليلي العلم.
جاء ذلك في حديث للدكتور محمد الرومي في معرض إجابته عن عدد من الأسئلة التي طرحتها عليه «الجزيرة» - بعد ما لوحظ في الفترة الأخيرة من كثرة ذهاب عامة الناس إلى من يدعون أنهم مفسرون ومعبرون للرؤى، ومن لا يملكون العلم الشرعي في تفسير الرؤى.
وتحدث فضيلته عن الرؤيا في القرآن الكريم من خلال ما ورد في قصة يوسف - عليه السلام - وإخوته، ورؤيا ملك مصر التي فسرها يوسف - عليه السلام - كما جاء ذكرها في القرآن الكريم بالتفصيل، وقال: إن الرؤيا من الغيب الذي يطلع الله عليه بعض عباده, بواسطة ملك الرؤيا, بشارة كانت أو نذارة, سواء أكانت للعبد ذاته أو لغيره، وهي جزء من النبوة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لم يبق بعدى من المبشرات إلا الرؤيا الصادقة, يراها الرجل الصالح, أو ترى له», وقال عليه الصلاة والسلام: أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً».
وبين فضيلته أن الرؤيا على ثلاث أقسام: أولها: ما كان إنباء من الله للعبد بما سيحدث في المستقبل، له أو لغيره, وهي التي ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنها جزء من النبوة, و كانت من مقدمات الوحي, له عليه الصلاة والسلام، ومنها رؤيا يوسف عليه السلام التي سجلها القرآن الكريم, والثاني: ما كانت من الشيطان، وهي أخلاط يراها الرجل في نومه, وهي مما يلبسه الشيطان عليه بقصد التشويش, وإدخال الغم عليه ،أما النوع الثالث: فهي ما يحدث من المرء ذاته «حديث النفس», وهي حالة نفسية, تفضل الله بها عليه, لينفس بها كربه, ويخرج من حالة الضيق النفسي، والمعاناة التي يحس بها من داخله عندما يرغب في تحقيق شيء وتلح عليه هذه الرغبة إلحاحاً شديداً, يملك عليه تفكيره، وهو لا يستطيع تحقيقها, فتهدأ نفسه, وتستريح أعصابه.
وقال الدكتور الرومي إن أصدق الرؤى ما كانت في الثلث الأخير من الليل, أي وقت السحر, قبيل طلوع الفجر الصادق, وقد اختلف العلماء في حقيقة الرؤيا, فقيل: هي إدراك «يخلقه الله» في أجزاء لم تحلها آفة كالنوم المستغرق وغيره, ولهذا أكثر ما تكون الرؤيا في آخر الليل لقلة غلبة النوم, فيخلق الله تعالى للرائي علماً ناشئاً ويخلق له الذي يراه على ما يراه ليصح الإدراك.