تعتبر مراكز الرعاية الصحية الأولية خط الدفاع المتقدم في تقديم الرعاية الصحية الأولية للمرضى في كثير من الدول المتقدمة، حيث تلعب تلك المراكز دورا هاما في الكشف عن الكثير من الأمراض المعدية والوقاية منها، وكذلك تقدم خدمة التحصينات الوقائية للأطفال، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به من دور هام في الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المتعددة. إلا أنه ومع الأسف لم تقم هذه المراكز لدينا بالدور المطلوب منها حيث ما زالت تراوح مكانها بسبب ضعف الخدمات المقدمة لها و الغيابات المستمرة للأطباء و الفنيين فيها بسبب ضعف الرقابة والمتابعة لهذه المراكز من قبل وزارة الصحة مع غياب التطوير وعدم وجود الأطباء المتخصصين والإمكانات الطبية المتواضعة حيث المختبرات البدائية و عدم وجود الكثير من الأجهزه الطبية كجهاز الأشعة وغيره من المعدات الطبية الأخرى اللازمة للعلاج والتشخيص، وإن وجدت بعض الأجهزة الطبية ذات الجودة المتواضعة فإنها لا تفعل بشكل جيد ولا تجد من يجيد استخدامها من قبل الممرضين أيضا حيث تبقى هذه الأجهزة صامتة أو شبه معطلة ويكتفي طبيب المركز بمعاينة المريض وتقديم الدواء المعروف سلفا مع هزة رأس خفيفة: «حبة صباح وحبة مساء وتوكل على الله»، وأحيانا إذا كان حضرة الطبيب مشغولا أو في عجلة من أمره يقوم بتحويل المريض للمستشفيات مما يسبب الضغط على تلك المستشفيات وإعطاء مواعيد قد تصل إلى عدة أشهر مع أن الحالة لا تستدعي التحويل للمستشفى ويستطيع معالجتها طبيب المركز، والتعليل في ذلك هو نقص الإمكانيات المتواجدة مما دفع الكثير من المراجعين إلى العزوف عن مراجعة هذه المراكز والتوجه إلى المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة. لذا نأمل من وسائل الإعلام بكافة أنواعها ومجالاتها توحيد الجهود لنشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع لمعرفة الخطوات الصحيحة لتلقي العلاج وبيان أهمية زيارة المراكز الصحية الأولية كخطوة أولى قبل التوجه للمستشفيات وخاصة في الحالات التي يمكن علاجها في تلك المراكز الصحية هذا بالإضافة إلى ما يجب أن تقوم به وزارة الصحة من تطوير لتلك المراكز ودعمها بالكوادر الطبية المؤهلة والأجهزة الطبية اللازمة، وكذلك المتابعة المستمرة لتلك المراكز وما يقدم فيها من خدمات علاجيه لتنال ثقة ورضا المرضى والمراجعين، فالمريض يريد أن يطمئن على صحته، والله الموفق.