أكد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن الجامعة دأبت على مواكبة التطورات العلمية الحديثة في قضايا الأمن الشامل تعزيزا للأمن العربي المرتكز على أمن الإنسان مستحدثة كليات وأقسام جديدة تخدم هذا الهدف العربي الجامع.
وقال الدكتور بن رقوش في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه أمس أعمال الملتقى العلمي «نحو إستراتيجية للأمن الفكري والثقافي في العالم العربي والإسلامي» بمشاركة 95 خبيراً من 18 دولة عربية وإسلامية، وذلك بمقر الجامعة بالرياض، ولعل من أهم الأقسام المستحدثة إنشاء قسم الأمن الإنساني بكلية العلوم الإستراتيجية في وقت تواجه فيه الأمة قضايا أمنية واجتماعية متكاثرة في مقدمتها الإرهاب والانحراف الفكري، مشيرا إلى أن مجلس وزراء الداخلية العرب قد عنى بقضية الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب أسباباً وآثاراً وعلاجاً فوضع المجلس الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في العام 2000م وكانت الجامعة أحد أبرز المساهمين في ذلك وكانت لها نتائج إيجابية كثيرة نتيجة خطط عديدة.
وأضاف رئيس الجامعة أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة حول قضايا الأمن الفكري الذي يعد أحد أهم القضايا التي أفردت لها الجامعة جزءاً مقدراً من مناشطها العلمية منذ العام 1987م وحتى الآن في إطار تنفيذ التوجيهات الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. وقد حققت الجامعة بتوفيق الله ثم بما تهيأ لها من دعم لا محدود من سموه الكريم نجاحات مقدرة وإنجازات مشهودة في هذه القضايا على الصعيد العربي والدولي وكان لها الريادة في هذا المجال.
ورفع الشكر والتقدير لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على ما يولونه لبيت الخبرة الأمنية العربية من دعم ورعاية حتى أضحى رائداً في مجال العمل الأمني عربياً ودولياً، وترحم في ختام كلماته على مؤسس هذا الصرح العلمي وغارس شجرته الطيبة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، متمنياً أن يخرج الملتقى الذي استقطبت له هيئة علمية متميزة بتوصيات علمية وعملية تسهم في معالجة هذه القضية العالمية.
بعد ذلك استعرض عميد كلية العلوم الإستراتيجية بالجامعة الدكتور عز الدين عمر موسى في كلمته نشأة الكلية وأقسامها وأهمية العمل الإستراتيجي حيث أوضح أن قسم الأمن الإنساني بالكلية هو الأول من نوعه في الوطن العربي والمحيط الإقليمي،كما استعرض في كلمته أهمية الملتقى وأهدافه ومحاوره.
ثم ألقى الدكتور عز الدين معميش ممثل الأيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي كلمة أكد فيها على ما تقدمه الجامعة من خدمات للأمن العربي والإسلامي، كما نوه بإنجازاتها في مجال تحقيق الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب.
وأكد معميش على أهمية تحليل أسباب الانحراف الفكري وتداعياته ومناقشة تجارب الدول العربية في مواجهة التطرف، وضرورة وضع إستراتيجيات إسلامية لمواجهة الفكر المنحرف، موضحاً أن اهتمام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالأمن الفكري يأتي في إطار الجهود التي تبذل للحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة للأمة في مواجهة التيارات الفكرية الدخيلة حماية للهوية الفكرية للأمة من الاختراق الخارجي.
حيث سيناقش الملتقى اليوم عدداً من الأوراق العلمية منها: «تداعيات الانحراف الفكري وآثاره» و»الرؤية العالمية لمواجهة تحديات الأمن الثقافي والفكري في العالمين العربي والإسلامي»، و»دور التعليم الجامعي في تحقيق الأمن الثقافي والفكري»، بالإضافة إلى استعراض تجارب الدول العربية والإسلامية والوفود المشاركة في مجال مواجهة الانحراف الفكري.
كما ستعقد مائدة مستديرة إضافة إلى الجلسة الختامية التي ستناقش التوصيات العلمية التي توصل إليها الملتقى.