اعترفت أكبر وكالة استخبارات أمريكية بأنها تنصتت على اتصالات خاصة لحوالي 35 من زعماء العالم. ونقل تقرير لصحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن مسؤولين القول إن مراجعة داخلية كشفت وجود برنامج تجسس دولي في وكالة الأمن القومي. وهذا هو أول اعتراف علني للحكومة الأمريكية بالتنصت على اتصالات هاتفية لقادة العالم.
وكانت مجلة (دير شبيجل) قد ذكرت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تدير مراكز للتجسس الإلكتروني المتقدم للغاية في 80 موقعاً بجميع أنحاء العالم من بينهم 19 في أوروبا. وأفادت وثيقة قالت صحيفة الموندو التي نشرتها بان المستشار السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن سربها ان الوكالة تجسست على 60,5 مليون مكالمة هاتفية في إسبانيا بين العاشر من ديسمبر 2012 والثامن من يناير2013 بينها اكثر من 3,5 ملايين اتصال في يوم 11 ديسمبر. واضافت الصحيفة ان الوكالة لم تسجل المكالمات بل رقم سلسلة الهواتف ومواقعها وأرقام هواتف البطاقات المستخدمة ومدة المكالمات. واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية أمس الاثنين سفير الولايات المتحدة جيمس كوستوس لإعطاء توضيحات حول عمليات التنصت على مسؤولين إسبان التي كشفتها الصحافة الجمعة وتلت تسريبات أخرى حول نشاطات التجسس الأمريكية على 35 من قادة العالم.
وذكرت الصحيفة الألمانية الأسبوعية (بيلد أم زونتاج) أن الجنرال كيث ألكسندر رئيس وكالة المراقبة الإلكترونية الأمريكية أخطر أوباما قبل ثلاث سنوات بأن هاتف ميركل يخضع للمراقبة. ونفت الولايات المتحدة استمرار هذه المراقبة وقالت إنها لن تتنصت على ميركل في المستقبل ولكنها لم تنف مباشرة عمليات المراقبة في الماضي. بدورهم اعتبر نواب أوروبيون أمس الاثنين خلال زيارة لهم إلى الكونغرس الأمريكي ان ثقة الأوروبيين بالحليف الأمريكي (اهتزت) اثر الكشف عن عمليات التنصت على اتصالات العديد من الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن. وقال الألماني المار بروك الرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في ختام لقاء مع نواب أمريكيين (لقد اهتزت ثقتنا) مضيفاً (من غير المقبول مثلاً ان تتعرض المستشارة ميركل مع غيرها للتنصت خلال اكثر من عشر سنوات) .
وفي تصريح لوكالة فرانس برس اعرب المار بروك عن الأسف لان واشنطن بحسب رأيه (لم تقل الحقيقة كاملة) عندما سأل الأوروبيون الولايات المتحدة عن نشاطات وكالة الأمن القومي الصيف الماضي اثر صدور أول تصريحات بهذا الصدد عن المستشار السابق في الوكالة إدوارد سنودن. وقال النائب البريطاني في البرلمان الأوروبي كلود مورايس (لا بد من استعادة الثقة وعلينا ان نفهم لماذا جرت عمليات تنصت بهذه الكثافة، معتبراً ان المعلومات التي تم تداولها حول عمليات وكالة الأمن القومي الأمريكية في أوروبا (تسببت بقلق كبير) .