أفادت مصادر أمنية جزائرية، أن «عملية عسكرية وأمنية دقيقة» قد بدأت بين جيوش 4 دول بالساحل والمغرب العربي، خلال الأسبوع الماضي، ورغم عدم وجود إعلان رسمي حول وجود تنسيق بين الدول الأربع، فإن العملية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي -حسب المصدر- تعد الأكبر منذ العمليات العسكرية الفرنسية بشمال مالي.
ويضيف المصدر (الذي فضل عدم تعريف اسمه) أن عدد الجنود وعناصر قوات الأمن التي تشارك في العملية الأمنية والعسكرية، في تونس والجزائر وشمال مالي وشمال غربي النيجر لا يقل عن 8 آلاف جندي وعنصر أمن.
وقد بدأت العملية، حسب ذات المصدر، برفع التأهب وسط قوات الأمن في مناطق محددة بالدول الأربع منذ يوم 22 أكتوبر الماضي، واعتبر هذا مؤشراً لوجود تحذير أمني من وقوع عمليات إرهابية، ثم دخلت العملية مرحلة النشاط يوم 23 أكتوبر في تونس وشمال مالي، وفي نفس اليوم بدأ الجيش الجزائري، عمليات تمشيط ومراقبة في عدة مناطق قرب الحدود مع تونس وليبيا.
وتزامنت بشكل لافت عمليات عسكرية وأمنية ضد التنظيمات الفصائل السلفية الجهادية المسلحة في الجنوب الجزائري وفي مناطق بغرب النيجر وشمال شرقي مالي وتونس.
وقال المصدر «للجزيرة» إن العمليات العسكرية والأمنية التي بدأت في تونس وشمال مالي ثم امتدت بسرعة إلى مناطق أخرى في الجنوب الشرقي بالجزائر وشمال غربي النيجر، تهدف إلى عدم منح فرصة للجماعات المسلحة السلفية للاستفادة من تراجع زخم العمليات العسكرية في شمال مالي، حيث توقفت عمليات التمشيط والبحث التي شنتها قوات فرنسية وإفريقية إلى غاية شهر أبريل 2013، بالإضافة إلى التحذيرات الأمنية التي تحدثت قبل أسابيع عن تزايد نفوذ الجماعات السلفية المسلحة في ليبيا وتونس ودعمها للفصائل الإرهابية وعلى رأسها القاعدة في بلاد المغرب في شمال مالي والجماعات السلفية المتشددة في تونس.
إلا أن مصدراً في الأمن الجزائري كان قد صرح قائلا: إن عمليات التمشيط التي تجري في بعض مناطق في الصحراء الجزائرية، وفي مواقع محددة قرب الحدود مع تونس تأتي في إطار النشاط العادي للجيش وقوات الأمن لمكافحة الإرهاب والتهريب، حيث أسفرت عن اكتشاف كمية من السلاح قرب الحدود الليبية، لكن عملية التمشيط التي شنتها وحدات عسكرية قرب الحدود الليبية، جاءت في وقت دفعت فيه قيادة الجيش بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى بعض المناطق قرب الحدود مع تونس، ليبيا ومالي.
من جهة أخرى قال مصدر عليم إن الدول المعنية بالعمليات الأمنية الأخيرة تنسق فيما بينها لمكافحة الإرهاب وهذا ليس سرا، ومن الطبيعي أن يتم الاتفاق على تنسيق العمليات لمواجهة الإرهاب، وحسب خبراء عسكريين. فإن من الطبيعي أن تتزامن العمليات الأمنية والعسكرية في إطار مكافحة الإرهابيين بالدول التي تتعرض للتهديد الإرهابي لعدم إعطاء هذه المنظمات أي فرصة للفرار إلى مناطق هادئة في دول الجوار.