طالب مختص في الهندسة المرورية باستبدال الأسيجة المعدنية بحواجز خرسانية صلبة في الأنفاق، لافتًا إلى حادث سقوط مركبة الشابين الأخيرة ـ رحمهما الله ـ التي هوت من أعلى نفق تقاطع طريق الإمام محمد بن سعود مع طريق الملك فهد، مشيرًا إلى أن ذلك دليل كافٍ على ضعف السياج المعدني الموجود أعلى سطح النفق، ومبديًا استغرابه من أن الجهة القائمة على صيانة النفق استبدَّلت السياج المعدني بسياج آخر من نفس النوع.
وقال المهندس فهد بن عبد الله البيشي المتخصص في الهندسة المرورية: إن السَّلامة المرورية من أهم عناصر تصميم الطرق، نظرًا لارتباطها المباشر بحياة مستخدمي الطريق، ويلحظ المتتبع لواقع الطرق في المملكة أنها تعاني من خلل كبير في جودة المخرج من حيث الأمان الهندسي، لافتًا إلى أنّه قد مرَّت سنوات الطفرة الأولى التي شهدت أيامها تغيبيًا تامًا لهندسة المرور بشكل عام والسَّلامة المرورية بشكل خاص، وركزت الجهات المنفذة لشبكات الطرق في ذلك الوقت فقط على هندسة تصميم الطرق، لذا كان المُخرج في شكله العام طرقًا مشوه، تفتقر إلى أساسيات السَّلامة المرورية، أو بمعنى آخر غياب مفهوم الطرق المتسامحة (forgiving Roads) مع قائد المركبة، حتَّى وأن كان بعض قائدي المركبات غير مبالين باحترام أنظمة المرور، فإنَّ من أهم واجبات مصممي الطرق هو الخروج بتصميم الطرق الأكثر أمانًا، لتحقيق الهدف الأسمى هو المحافظة على أنفس مستخدمي شبكة الطرق.
وأشار المهندس البيشي إلى حادث سقوط مركبة الشابين الأخيرة ـ رحمهما الله ـ التي هوت من أعلى نفق تقاطع طريق الإمام محمد بن سعود مع طريق الملك فهد، دليل كافٍ على ضعف السياج المعدني الموجود أعلى سطح النفق، والغريب في الأمر أن الجهة القائمة على صيانة النفق استبدَّلت السياج المعدني بسياج آخر من نفس النوع، دون أن تخرج وتخبرنا أن الموقع سيخضع لتقييم يوضح مكامن الخلل وطرق المعالجة، لا سيما أن نتيجة الحادث وفاتين، بينما الأولى أن يَتمَّ تكوين فريق مهني مختص مستقل لم يشارك في عملية التصميم حتَّى تتحقق الحيادية في مراجعة هذا التصميم، وبالتالي تحديد المخاطر المؤثِّرة على السَّلامة المرورية في ذلك الموقع، والبدء الفوري في تغيير العنصر الذي يشكل شرخًا في جدار منظومة السَّلامة المرورية.
وشدد المختص في الهندسة المرورية في ختام حديثه على أن حوادث سقوط المركبات قد تكرّرت قبل هذا الحادث المأساوي، ولن تتوقف بعده، طالما لم تتدخل الجهات المسئولة باستبدال تلك الأسيجة المعدنية بحواجز خرسانية صلبة، والأمر لا يقتصر فقط على هذا الموقع، فالمواقع في مدينة الرياض ـ تحديدًا ـ كثيرة، وأغلبها في طرق نفذت في فترة الثمانيات الميلادية، ولم تبادر الجهات المشرفة على تلك المواقع بعمل دراسات تدقيق السَّلامة المروروية Safety Audit، لكي تتضح لهم نقاط الضعف الهندسي على الطرق أو الأنفاق أو الجسور، وبالتالي سرعة معالجتها قبل وقوع الحوادث المميتة، فلعل ذلك يتحقَّق في مستقبل الأيام.