سبحان من له الدوام الأبدي.. هو الذي خلق الموت والحياة.. يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
فاالمصاب جلل، والخسارة جسيمة.
نتذكر في يوم الوداع، يوم انطفأ فيه نور من أنوار الدنيا.. يوم أن انتقلت الأرواح الطاهرة إلى جوار ربها في حادث أليم هز الرياض.
المرحوم بإذن الله عبدالملك بن سعود بن عبدالعزيز الدحيم..
وأخواته يرحمهن الله: حصه ونهى وندى وعبير،..
فهم رمز من رموز الضياء ونهر من أنهار الصفاء والنقاء غابوا جسداً ومازالوا بين الناس روحاً..، فإنني أجد صعوبة ومسؤولية كبيرة في الكتابة عن أناس رحمهم الله عرف عنهم أنهم أصحاب خلق ودين وقلب عظيم .
كانوا عمالقة في البر وكانوا رحمهم الله عمالقة في كل شيء، أخلاقهم.. صفاتهم.كرمهم، تواضعهم وإيثارهم للآخرين على أنفسهم، وهذا بشهادة كل من عرفهم رحلت الأخلاق. رحلت وتركت الأقلام الوفية والنفوس الطاهرة ترثيهم.. رحلوا تاركين ذلك الفراغ الكبير بين كل من عرفهم القاصي والداني. رحلوا ولن يبقى في ذاكرة البشر سوى ذكراهم الخالدة.
كانوا تاريخاً.. والتاريخ قد يخبو أحياناً.. لكنه لا يموت.
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
كانوا رحمهم الله «جبالاً شامخة» ماتوا على ما عاشوا عليه من التواضع والأخلاق والبر وحب الخير.. عندما يغادر المرء هذه الدنيا لا يترك وراءه إلا صِيته.. وسيرته - ولله الحمد ـ صيت طيّب يفخر به والديهم وأقاربهم وأصدقاؤهم ومحبّوهم وكل من عرفهم من أول لحظة.. وكذلك سيرتهم ودماثة وحُسن أخلاقهم التي يشهد بها كل من تعامل معهم وعرفهم عن قُرب وكل من سمع عنهم.. تعازينا القلبية لجميع أسرتي الدحيم والماجد وإننا نبتهل إلى الله مولانا الكريم أن يضاعف لهم أجر صالح أعمالهم.. وأن يتجاوز -بمنّه وكرمه وجوده وعفوه ولطفه- عنهم ويسكنهم الفردوس الأعلى، وأن يتغمدهم بواسع رحمته.