يعاني نجما برشلونة وريال مدريد على التوالي من تسليط الأضواء بشكل مبالغ فيه من قبل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع (في القارة الأوروبية)، خاصة مع اقتراب الملحمة الكروية التي سيشهدها ملعب الكامب نو مساء اليوم السبت، حينما يصطدم الميرنجي بالبلوجرانا في مواجهة سيرافقها بكل تأكيد المزيد من الأضواء على نجمي الفريقين المنضمين حديثاً لصفوف قطبي البطولة الإسبانية.
نيمار الذي واجه عاصفة من الانتقادات والمقارنات سواء مع زميله ليونيل ميسي أم أساطير الكرة العالمية والبرازيلية، ومن أبرز تلك الانتقادات التي برزت على الساحة مؤخراً بعد انتقادات أسطورة هولندا وبرشلونة يوهان كرويف وأسطورة البرازيل بيليه يظهر لنا مجدداً المدرب والخبير الكروي المحنك سيزار مينوتي الذي وجه نقداً حاداً سيؤثر سلباً دون أدنى شك على الموهبة البرازيلية حينما قال «نيمار لا يمتلك فكراً معيناً، وليس له صولات وجولات في المستطيل الأخضر مثل زيكو وبيليه، وإنما أداؤه محدود على الجهة اليسرى فقط وما يميزه هو قدرته على كسر الاتزان الدفاعي في الناحية اليسرى».
وعلى النقيض تماماً وجه مينوتي المديح لجاريث بيل عندما وصفه بأنه لاعب متمكن ويجيد اللعب داخل وخارج منطقة الجزاء وبأنه أشبه بالدبابة».
جاريث بيل هو الآخر حتى وإن وجد المديح من البعض إلا أنه يواجه مشكلة كبيرة على المستوى النفسي بسبب الأضواء المسلطة على سعر انتقاله الكبير الذي فاق التسعين مليون يورو، وفي هذا الشأن تحدث زميله البرتغالي رونالدو مطالباً الإعلام بترك «بيل» وشأنه حينما قال: «الناس في مدريد تضغط على بيل بشكل مبالغ فيه وتنتظر المردود منه داخل الملعب بسبب المقابل المادي الكبير مما أثر عليه سلباً، انه لاعب شاب ومتواضع وهادئ ويجب علينا مساعدته». كلمات رونالدو جاءت بتوجيهات إدارية دون أدنى شك حيث إنه سيكون محط الأنظار قبل مواجهة الكلاسيكو، وحديثه سيخفف من المطالبات الجماهيرية والإعلامية على النجم الويلزي الذي عانى من إصابة عضلية نتيجة لضغطه على نفسه خلال التمارين.
ليس رونالدو فقط من تولى مهمة الدفاع عن أحد أسلحة فريقه قبل الكلاسيكو بل إن القائد الإسباني المحنك تشافي هيرنانديز فتح النار في وجه الإعلام الذي هاجم نيمار وتهمه بالتمثيل قبل أيام حينما قال: «كل التركيز موجه على نيمار، ولكنني أؤكد للجميع بأنه لا يمثل السقوط. مثل هذه الاتهامات وجهت له لأنه لدينا الكثير من المنافسين، الناس في مدريد ينظرون لأشياء لا يحبونها ثم بعد ذلك يبدأون برمي الاتهامات على اللاعب. نيمار لديه المهارة ليكون نجماً كبيراً إذا ما كان بالفعل وصل لهذه المرحلة حالياً، ونحن محظوظون لأنه معنا، وبرشلونة سيواصل اللعب والفوز على الرغم من كل شيء». تلك الكلمات جاءت من قبل القائد الكتالوني لمنح الثقة على المستوى النفسي للمهاجم البرازيلي الذي طالبته إدارة البارشا بعدم الالتفات لمثل تلك الانتقادات.مورينهو مدرب نادي تشيلسي وجه النقد لنيمار، والعديد من الشخصيات الكروية في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا قامت بنفس الشيء، ولعل أدريانو جالياني استغل بخبرته العريضة ذلك الأمر قبل مواجهة فريقه ميلان لخصمه برشلونة يوم الثلاثاء الماضي حينما قال إن نيمار وميسي أفضل ثنائي في العالم بهدف وضع المزيد من الضغوطات الإعلامية على النجمين البارزين، ويبدو أنه نجح بالفعل حيث إن نيمار غاب تماماً عن خطورته المعتادة.
الثقة بالنفس لدى النجمين (نيمار وجاريث بيل) وحدها هي الدواء الوحيد لمثل هذا الداء الذي يقوده الإعلام بكل أنواعه، خاصة إذا ما تمكنت إدارة الفريقين من مساعدة نجميها على تخطي مثل تلك العقبات التي تعتبر طبيعية أمام شهرة وعراقة برشلونة وريال مدريد.