كعادتها دائما تضرب المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مثلا في الشجاعة والحزم والحرص على مصالح الشعوب، وذلك من خلال اعتذارها عن عضوية مجلس الأمن بعد انتخابها كعضو غير دائم، وأكدت المملكة أن اعتذارها عن العضوية ناجم عن رفضها ازدواجية المعايير بمجلس الأمن وذلك نظرا إلى عدم قيام المجلس بواجباته واضطلاعه بمسئولياته تجاه حفظ السلام والأمن على الوجه المطلوب.
إن ذلك ليس بمستغرب على المملكة التي ظلت تعمل وتنادي وتطالب بتطبيق القانون والالتزام بالمواثيق التي تحفظ حقوق الشعوب وتصون كرامة الإنسان، بل وتعمل من أجل محاربة العنف والإرهاب والحرص على توفير العدل والأمن والسلام لجميع شعوب الأرض وخاصة العالم الإسلامي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعبر فيها المملكة عن رفضها غياب العدالة وعدم الاضطلاع بالدور المطلوب تجاه قضايا المسلمين خاصة القضية الفلسطينية التي ظل المجتمع الدولي يتفرج عليها لعقود طويلة دون حل، وكذلك الأزمة السورية وما ظل يمارسه النظام السوري من تقتيل وتشريد وإبادة ضد شعبه دون أن يحرك العالم ساكنا أو يطرح حلا وأمامه قضية إنسانية ملحة.
لقد سبق للمملكة أن امتنعت عن إلقاء كلمتها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام احتجاجا على مواقف المنظمة السلبية تجاه العديد من القضايا وخصوصا القضايا العربية والإسلامية ولاسيما القضية الفلسطينية والأزمة السورية .
إن مواقف المملكة مستمدة من مبادئها الإسلامية ومن منهجها الثابت الذي قامت عليه المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه- ، وهي مواقف تجسد عدالة الإسلام وحرصه على سلامة الناس وكرامتهم وعدم امتهان حقوقهم ورفضه للظلم والقهر والعنف، وهذا الموقف فيه من الشجاعة ما يجعل بقية الدول تحذو حذوها حتى تستقيم الموازين وتسود العدالة ويختفي الظلم وتزول الازدواجية في المعايير في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية. حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ قادتنا دعاة للحق والعدل ورافضين للظلم والبغي والعدوان وأدام على بلادنا أمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها إنه ولي ذلك والقادر عليه.