إعداد - وحدة التقارير والأبحاث الاقتصادية بـ(الجزيرة):
عددٌ كبير من المبتعثين السعوديين في الجامعات الأسترالية، ستتأثر قوتهم الشرائية نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة مع التذبذب العالي للدولار الأسترالي في الأشهر الأخيرة، فمع دولار أسترالي ضعيف ستكون الأفضلية للجامعات الأسترالية.
برصد حركة الدولار الأسترالي والعوامل التي تؤثر في توجه الأسعار، نجد في شهر أبريل دخل زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار في موجة هابطة من مناطق قريبة من 1.06 وبالتحديد1.0581، وعلى مدى 5 أشهر متتالية من التراجع المتواصل، والذي كان حصيلته أكثر من 1.700 نقطة، توقف الزوج عند نقطة 0.8845، وحصل بعدها ردة فعل قوية في الشهر السابق، حيث ارتد بحدود 700 نقطة وعاد وأغلق الشهر عند 0.9323. منذ بداية الشهر الحالي، يستمر الزوج في الصعود وسجل إلى اليوم «أمس» أعلى مستوى عند 0.9756، ويحاول أن يستقر نوعاً ما مع تقليص خسائر الـ 5 أشهر والتي لم يشهد هذا النوع من الهبوط المتتالي منذ الأزمة العالمية عندما تدهور الاوسي بحدود 3.800 نقطة إلى حدود 0.60 . وتقريباً تعادل خسائر الزوج الأخيرة نصف خسائر الأزمة العالمية.
يُذكر أن الدولار الأسترالي، استطاع أن يثبت فوق نقطة التعادل مع الدولار الأميركي معظم أوقات العامين الماضيين، ويُعتبر ذلك إنجازاً للزوج الذي كان يتداول عند مناطق 0.70 - 0.80 سنوات عدة ويتعامل معه الأستراليون على هذا الأساس، ولكن دخلت عدة عوامل غيّرت سلوك الزوج أبرزها الصين وصعود الذهب، ورفع متتالٍ لمعدلات الفائدة الذي هو الأعلى على الإطلاق بين كل العملات الرئيسية الأكثر تداولاً، فالنمو الكبير في الصين خلال السنوات الأخيرة كان له تأثير كبير، فالمعروف تأثر وارتباط أستراليا بالاقتصاد الصيني بصفتها شريكاً تجارياً رئيسياً وكبرى الشركات الأسترالية المدرجة في البورصة الأسترالية، خصوصاً شركات التعدين التي حققت أرباحاً كبيرة في تلك الفترة من سوق الصين. العامل الثاني لصعود الزوج وهبوطه بعدها، هو الارتباط القوي للدولار الأسترالي بأسعار الذهب، خصوصاً أن أستراليا تُعتبر من كبار منتجي الذهب وتضم مناجم كبيرة، ولا نغفل أن نسبة مهمة من الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي أيضاً يتأثر بالذهب.
نعود إلى حركة سعر الأسترالي، والذي كان سبق المعدن الأصفر في تسجيل رقمه التاريخي بشهرين عندما وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق 1.1079 في يوليو 2011، وكان سعر المعدن الأصفر في تلك الفترة عند سعر 1681 دولاراً للأونصة.. أما عندما سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق في سبتمبر 2011 وكانت عند 1921 دولاراً كان الأسترالي عند مستويات 1.05. في مرحلة الهبوط الأخيرة، ظهرت تصريحات كثيرة من بنوك وعدة بيوت مالية ومحللين كبار، من أنه يمكن للعملة الأسترالية أن تتعرض لعملية تصحيح رئيسية وتهبط بأكثر من 40% خلال السنة ونصف السنة القادمة، وأن يغلق في نهاية السنة الحالية عند مستويات قريبة من الـ 90، والتي بالفعل كسرها الزوج الشهر الماضي عندما وصل إلى 0.8846، وذهب البعض من المحللين الكبار باعتقادهم بحصول حركة كبيرة على الزوج وأن يدرك مناطق الـ 60، وعزوا ذلك إلى أنه سيكون هناك انخفاض في الطلب على السلع، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تباطؤ في الاقتصاد، وفي نفس الوقت البنك الأسترالي سيعتمد أكثر وأكثر سياسة تخفيض في معدلات الفائدة بعد أن كانت أستراليا أول دولة رفعت المعدلات وأعلنت خروجها من الأزمة العالمية.