في بلدة صغيرة، يحكمها رجل ظالم، ومشوش العقل، كان في السابق أحد رجالها المخلصين، تولى دفة الرئاسة بعد عملية انتخاب؛ حصل بموجبها على ما نسبته 99% من الأصوات.
يخشاه كثير من الأهالي، وفي ذاكرتهم حادثة الفتى الصغير الذي راح ضحية رصاصة طائشة أطلقها في حفل عرس آنذاك، وقيّدت القضية ضد مجهول.
ومع هذه القوة، كانت الفراشات البيضاء نقطة ضعفه، ومصدر مستمر لقلقه، فهو يكره منظرها البهيج، يغتاظ كثيرًا عندما يراها.
قرر في لحظة، ودون العودة لمستشاريه لأخذ رأيهم، أن يقضي على كل الفراشات البيضاء، أن يلاحقها في كل مكان ويقتلها.
وبعد أسبوع من الإبادة الجماعية، التي انتُهكت فيها حرية الفراشات، نودي في الناس للاجتماع في ساحة البلدة الكبيرة والمسماة (ساحة الفراشات)، أُعلن فيه قرار تغيير اسم الساحة واستبداله بواحد أكثر انفتاحًا من القديم.
وُضع مخطط لانتخاب اسم، على أن يدلي كل فرد من الأهالي باسم واحد فقط وستستمر هذه العملية ثلاثة أيام فقط، بعدها يعلن الاسم الفائز وسط احتفال رسمي يُدعى له الجميع.
وجاء اليوم الموعود، واحتشد الناس في مقر الاحتفال الذي رُصد وعُيّن في نفس الساحة المسماة سابقًا (ساحة الفراشات)، ألقى المسؤول كلمة افتتاحية بهذه المناسبة، شكر فيه كل من شارك في هذا الانتخاب، وأشاد بالحرية التي تتمتع بها البلدة منذ تأسيسها، وأشار إلى أن إعلان النتيجة سيأتي بعد دقيقة واحدة.
هتف الناس باسم الحرية والعدالة، هتفوا ثلاث مرات بصوت عالٍ فيما سرب من الفراشات يملأ المكان.