مؤلف هذا الكتاب الدكتور أرشيد يوسف الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب للبنات بالرياض.
ولقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه هذا إلى أنه أمضى سنوات في تدريس الكتاب الإسلامي المخطوط، وأشار إلى أن المسلمين كانوا رواداً في التحقيق مثلما كانوا رواداً في البحث، وقد اشتمل الكتاب على عدة مواضيع ففي:
الفصل الأول : التدوين عند العرب قبل الإسلام.
الفصل الثاني : ظهور الإسلام وأثره في تطور التدوين عند العرب.
الفصل الثالث: الخط العربي وتطوره قبل الإسلام وبعده.
الفصل الرابع : تحقيق المخطوط الإسلامي .. حيث استعرض مصير المخطوطات الإسلامية والتعريف بالمخطوط والتحقيق، والحصول على المخطوطة لتحقيقها، وأهمية حصول المحقق على عدة نسخ للمخطوطة الواحدة قبل البدء في التحقيق، وما ينبغي على المحقق مراعاته قبل تقديم المخطوطة إلى المطبعة لنشرها.
وفيه أورد جملة من المصادر والمراجع مع مخلص البحث باللغة الإنجليزية، والكتاب يدل على جهد بذله المؤلف وأبرز أهمية المخطوطات والمحافظة عليها وظهورها على نطاق واسع في الدولة الإسلامية بمختلف أنواعها، وأبدعوا في تطوير الخط العربي.
إن الاهتمام بالكتاب الإسلامي المخطوط، عمل ينبغي الاهتمام به والحرص عليه والعناية به، وهو يحتاج إلى وعي عميق وجهد متواصل للتعرف على أماكن تواجده، فهناك آلاف المخطوطات ما زالت مجهولة على الرغم من وجودها في مكتبات عالمية وكم تطالعنا بين لحظة وأخرى تساؤلات بالغة الأهمية عن مدى العناية بالمخطوطات وحمايتها والعناية بالتراث وصيانته من الإهمال والضياع والاندثار، لما له من إسهام مباشر في إثراء ثقافتنا وتدعيم أسس ومد انطلاقتها. والواقع أن هذا الموضوع يحتاج إلى وعي موضوعي عميق للمساهمة الفعالة، وتضافر الجهود لتبادل المعلومات مع مراكز البحوث والمخطوطات للعمل على استرجاع تلك المخطوطات التي تحفل بها اليوم مكتبات في الشرق والغرب، وذلك للاستفادة من هذه المخطوطات بروح إيجابية فعّالة من شأنها أن تشجع الباحثين والدارسين وتدفعهم إلى استقطاب جهودهم في هذه المجالات الحيوية، وبث روح النشاط للبحث المتواصل بكل ما يختص بالمخطوطات وحمايتها والعناية بها في أماكن تواجدها، ومحاولة التعرف عليها وتجميعها والاستفادة منها بروح علمية جادة ودفع طلبة الدراسات العليا للبحث والتنقيب والمكتبات في مختلف أرجاء العالم. ولقد أثرى أسلافنا مكتبات العالم بعلوم غزيرة ونافعة لا تنضب.
وإن تشجيع الباحثين والمحققين للعناية والاهتمام بهذا التراث سيكون عاملاً حيوياً في الحفاظ عليه، مع رصد الحوافز التشجيعية في هذا الخصوص والعمل على توفير المتطلبات التي يحتاجها هذا العمل العلمي الهام.
ولعل مما يبعث على الثقة والاطمئنان أن مراكز البحث والجامعات في بلادنا وفي أنحاء العالم العربي ماضية في اتخاذ الخطوات والرغبة الجادة في العمل العلمي وتذليل الصعاب في طريق إحياء التراث، وجلب المخطوطات وإجراء مسح شامل للمخطوطات في العالم، ووضع الخطوط العريضة ورسم الأهداف الواضحة لذلك، وان الاهتمام بهذا الجانب رسالة علمية وثقافية فهو معلم من معالم الثقافة العربية الإسلامية ومقوماتها الحضارية والروافد الثقافية المضيئة ووصل الحاضر بالماضي، نحو بناء مجد فكري وعلمي وثقافي، وبالجملة فهذا الكتاب الذي أعده الدكتور رشيد يوسف عن الكتاب الإسلامي المخطوط تدويناً وتحقيقاً، هو من البحوث الجيدة التي تستحق التقدير وعناية الباحثين واهتمام الدارسين بوجوب العناية بالمخطوط والمحافظة عليه والعمل على جمعه ونشره محققاً تحقيقاً علمياً يقربه إلى أذهان الأجيال ويشدهم إليه للإفادة منه.