موقف المملكة العربية السعودية في مجلس الأمن الدولي الذي أعلنت فيه اعتذارها عن عدم قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، «حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين»، لقي ردود أفعال مرحبة في لبنان. «الجزيرة» وقفت على رأيين لعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب إيلي ماروني الذي «أيد موقف المملكة» لأن مجلس الأمن الدولي بات عاجزاً، ولسفير لبنان السابق في الأمم المتحدة الدكتور رياض طبارة الذي اعتبر أن الموقف السعودي يفتح الباب أمام نقاش نحو تفعيل دور مجلس الأمن.
عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب إيلي ماروني، قال لجريدة «الجزيرة»: أؤيد الموقف السعودي في موضوع الاعتذار عن عدم قبول عضويته لأن مجلس الأمن أثبت فشله وعجزه عن اتخاذ أي قرارٍ في أماكن ساخنة في العالم وأهمها سوريا. أضاف: ما نفع صوت عضو غير دائم في مجلس الأمن (السعودية) بوجود الفيتو للأعضاء الدائمين. وذكّر بأن تجربة لبنان السابقة الذي كان دخل مجلس الأمن بصفة غير دائمة، كانت فاشلة في هذا المجال. إذ لم يستطع لبنان أن يبدل في قرارات المجلس أو يفعّل فيها. لذلك، أكد ماروني، أنه كان الأجدى للمملكة اتخاذ مثل هذا الموقف.
أضاف ماروني: الموقف السعودي هو رأس الحربة في مواجهة النظام السوري الذي يقتل شعبه ويفتك بهم أمام فشل ومناورات ومساومات المجتمع الدولي. وأكد أن الموقف السعودي ينطبق ذلك على استيائها من الموضوع الفلسطيني، لأن مجلس الأمن بات صورة لا يصدر عنه إلا قرارات باهتة لا تقدم ولا تؤخر في الأمن العالمي.
السفير رياض طبارة، قال بدوره لـ»الجزيرة»: إنه في العادة تختار كل مجموعة جغرافية تختار ممثلاً عنها في مجلس الأمن، وهذا ما حصل مؤخراً في اختيار العرب مرشحاً عنهم، المملكة العربية السعودية، للدخول إلى مجلس الأمن. وأهمية انتخاب المملكة هذه المرة أنها تمثل العالم الإسلامي من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى. والسعودية باعلانها عدم قبول عضويتها، فهي تعمل «صدمة كبيرة برفض موقع في مجلس الأمن». والهدف من هذه الصدمة برأي طبارة، الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ليس لهما دور فاعل في الموضوع السوري والمواضيع الأخرى في المنطقة. أضاف: تعتقد المملكة أن الأمم المتحدة صار عندها ازدواجية، في التعامل مع إسرائيل والدول العربية. فمثلاً في موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل لا يتحدث أحد في مجلس الأمن عن إسرائيل. مجلس الأمن بات عنده ازدواجية الولايات المتحدة والدول العظمى في التعامل مع مثل هذه الموضوعات. صار المجلس متأثراً بموقف الكبار أكثر من اللازم. وأكد السفير طبارة أن الضغط السعودي الآن يفتح باب النقاش في دور مجلس الأمن الدولي. وأعتقد أن المملكة لا تأمل بأن ينتهي الأمر بهذا الموقف. وفي محاولات ثني السعودية عن موقفها (لتقبل بالعضوية مرة أخرى) سيصير هناك نقاش في كيفية إصلاح مجلس الأمن وتفعيل دوره.