تشكل هيئة الهلال الأحمر السعودي أحد أبرز الجهات التي تعنى براحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج ومنذ نشأتها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – قبل 80 عاماً وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - وهيئة الهلال الأحمر السعودي وبحكم مسؤوليتها المنوطة بها في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة في المملكة.
وحرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ بدء تأسيسها وتوحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه - على تجنيد جميع إمكاناتها وتسخيرها لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام؛ سعياً من القيادة الرشيدة لتوفير الأمن والأمان والراحة لهم أثناء تأدية مناسكهم وحتى مغادرتهم الأراضي المقدسة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين للأراضي المقدسة من خارج المملكة.
فهيئة الهلال الأحمر السعودي تعتبر شريكا أساسيا في نجاح موسم الحج أسوة بالجهات الحكومية والخاصة الأخرى التي سخرت كافة امكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام تحت وطأة هذا الوطن الغالي ليتسنى خدمة من قدموا لبيت الله الحرام بمقصد تأدية فريضة الحج.
فمنذ أن أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز – رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة نجاح الخطة الإسعافية في الحج للهيئة بينت الإحصائيات التي تعدها الهيئة كل عام عن تلقي غرفة العمليات المركزية بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحج أكثر من 12749 بلاغا منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتى اليوم الخامس عشر من الشهر الحرام كثاني أكبر رقم يسجل خلال الـ4 مواسم الماضية من حيث عدد البلاغات وبانخفاض عن الموسم الماضي حيث بلغ عدد الحالات التي تم نقلها بواسطة فرق الإسعاف الأرضية والجوية بالإضافة إلى متطوعي الهيئة أكثر من 3794 حالة وهو أقل رقم يسجل خلال الأربعة مواسم الماضية حيث حرصت الهيئة على تقديم الخدمة الطبية الإسعافية الطارئة في موقع الحادث دون الحاجة لنقل المريض أو المصاب وذلك من خلال استقطاب كفاءات عالية تستطيع التعامل مع تلك الحالات وفق الدراسات التي تم إعدادها في هذا الشأن بينما بلغ عدد الحالات التي تم معالجتها في موقع الحادث 6953 حالة وهو ثاني أعلى رقم يسجل في الأربع سنوات الماضية بينما بلغ عدد البلاغات التي لم يتم تقديم الخدمة لها أكثر من 2002 بلاغ نتيجة لعدم دقة تفاصيل البلاغ ولعدم حاجة بعض البلاغات لفرق إسعافية حيث إن بعض الإصابات بسيطة ولا تستدعي التدخل الإسعافي الطارئ وهو أقل عدد سجل خلال الأربعة أعوام الماضية حيث كان العدد مرتفعا مقارنة بعدد البلاغات هذا العام والتي لم يتم تقديم الخدمة لها.
وبينت الدراسة التي أعدتها الهيئة في ختام موسم حج هذا العام عدد الحالات المرضية التي تم مباشرتها من قبل الفرق الطبية الإسعافية التابعة للهيئة يعتبر ثالث أعلى رقم خلال الأربعة مواسم الماضية حيث بلغ عدد الحالات المرضية 7723 حالة بينما كان عام 1433هـ الأعلى 11422 حالة يليه عدد الحالات في عام 1431هـ 8499حالة بينما كانت الإصابات التي تم مباشرتها من قبل الهيئة خلال موسم الحج هي الأعلى هذا الموسم 2905حالة.
كما أوضحت الدراسة بأن الإسعاف الجوي ومنذ اعتماده بشكل رسمي كوسيلة إسعافية تقوم بتقديمها هيئة الهلال الأحمر السعودي لجميع محتاجيها داخل المملكة في عام1431 وحتى هذا العام قد باشر 164 حالة خلال موسم الحج فقط حيث يعتبر هذا العام هو الأعلى فقد باشر 53 حالة وهو ما جعل هذا التجربة تثبت نجاحها يوما بعد يوم في موسم الحج.
وتضمنت الدراسة كذلك أكثر الأيام استقبالا للبلاغات ومباشرتها من قبل فرق الإسعاف التابعة للهيئة طوال الخمسة أعوام الماضية حيث كان يوما 11 ذي الحجة و12 ذي الحجة العام الماضي هما الأعلى فقط بلغ عدد البلاغات في اليوم الـ11 ذو الحجة العام الماضي 2627 بلاغا بينما بلغ عدد البلاغات في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة من العام نفسه 2737 بلاغا ويوم 10 ذو الحجة عام 1431هـ بتسجيل أكثر من 2272 بلاغا.
وكان رئيس الهلال الأحمر قد أكد في تصريح سابق لسموه بأن معدل طلب الخدمة الإسعافية قد انخفض خلال موسم حج هذا العام بنسبة تجاوزت 20 % وذلك للتنظيم العالي هذا العام والذي ساهم بشكل كبير في تأدية حجاج بيت الله الحرام لنسكهم بكل يسر وسهولة بالإضافة إلى انخفاض عدد حجاج بيت الله الحرام هذا العام.
وبينت الدراسة كذلك ارتفاع عدد البلاغات التي تم مباشرتها بواسطة فرق الدراجات النارية حيث باشرت هذا العام 636 حالة بعد أن كانت في العام الماضي 148 حالة كما بينت ارتفاع عدد البلاغات التي تم مباشرتها بواسطة فرق الاستجابة المتقدمة حيث بلغت هذا العام 596 حالة بينما كانت العام الماضي 119 حالة كما بينت عدد الحالات التي تم مباشرتها من قبل متطوعي الهيئة حيث بلغت 2139 حالة.
وحذرت الدراسة من حوادث السير التي تحدث لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج حيث أشارت التقارير التي تعدها الهيئة للجهات المختصة من خلال عملها الطبي الإسعافي الطارئ بأن حوادث السير هي أعلى عدد من حيث الإصابات التي باشرتها هذا العام فقد تجاوزت هذا العام 800 حالة يليه السقوط 457 حالة بالإضافة إلى المشاجرات والازدحام 109 حالة و106 حالة.
بينما كانت أعلى الحالات المرضية التي مباشرتها بواسطة فرق الإسعاف التابعة للهيئة أكثر هي حالات الضعف العام 1284 حالة والأمراض التنفسية 1218 حالة والأمراض الهضمية 700 حالة والإغماءات 197 حالة وأمراض السكري 421 حالة والأمراض الحرارية 654 حالة.
وكانت الهيئة قد جندت هذا العام أكثر من 4726 فردًا من القوى لخدمة أكثر من مليوني حاج بالإضافة إلى العاملين في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج وقد تنوعت القوى العاملة التي اعتمدتها الهيئة في خطتها لهذا العام ما بين طبيب وأخصائي وفني وخدمات مساندة فنية وإدارية، منهم 1326 متطوعًا ومتطوعة وتجهيز أكثر من 174 مركزًا إسعافيًا مؤقتًا ودائمًا على الطرق البرية السريعة والطرق الرئيسة في مختلف مناطق المملكة التي يمر بها حجاج بيت الله الحرام بالإضافة إلى المراكز الإسعافية داخل الحرم وداخل المشاعر المقدسة وبالمدينة المنورة.
وتحرص هيئة الهلال الأحمر السعودي كل عام على إعداد إحصائيات ودراسات يتم على ضوئها إعداد دراسات تكون نواة لخطة حج العام القادم لهيئة الهلال الأحمر وذلك حرصا من المسئولين والقائمين على الجهاز لتلافي جميع السلبيات التي قد تحدث في كل موسم ومعالجتها بشكل سريع في الموسم الذي يليه.