تابعت التغطية المتميزة لصحيفة (الجزيرة) عن فعاليات العيد المختلفة منذ اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك، حيث قامت بتغطية صلاة العيد في جوامع العاصمة والفعاليات التي أقيمت في العديد من الأحياء، ولفت نظري في صفحات اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك بعض اللقطات التي رصدتها (الجزيرة) عن المسالخ والجزارين في اليوم الأول من العيد.
لقد لفت نظري ومن خلال جولة على بعض الشوارع، أن معظم العمالة وقفت بسكاكينها و»سواطيرها» على أرصفة هذه الشوارع بحثاً عن الزبائن، والأغرب من ذلك أن هؤلاء الزبائن أو من أجبرتهم الظروف على الاستعانة بهؤلاء العمال لذبح أضاحيهم، مجبرون بالرغم من معرفتهم المسبقة، بأن هؤلاء العمال ليس لديهم معرفة أو خبرة في الذبح والسلخ، ولكن بسبب الزحام الشديد الذي تشهده مسالخ العاصمة في الساعات الأولى من صباح العيد، جعلهم يستعينون بهؤلاء العمال!!
هؤلاء العمال منهم «السباك» والكهربائي وعامل البناء وعامل النظافة وبائع الفاكهة، كلهم تفرّغوا لهذا اليوم، يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده، والتي تدر عليهم «آلاف الريالات» في أيام معدودة لا يحصلون عليها في عدة أشهر.
الغريب في الأمر أن جزاري آخر زمن، ورغم عدم معرفتهم بالذبح والسلخ يشترطون من 100 إلى 150 ريالاً أجراً لذبح الذبيحة الواحدة، ويضطر صاحب الأضحية إلى دفع هذا المبلغ مجبراً بسبب الزحام وأزمة المسالخ وخاصة في اليوم الأول، فالكل يريد أن يذبح أضحيته باكراً ليتخلص من شعره الذي غطى وجهه بالشيب.
من المواقف الطريفة أن أحد الجيران أحضر جزاراً من جزاري الشوارع والمنتشرين، وأثناء قيامه بذبح رأس الأضحية وكان خروفاً كبيراً، لم يستطع السيطرة عليه أثناء الذبح ومع حركة الخروف قام الجزار «العليمي» بقطع أحد أصابع يده، مما جعل صاحب الأضحية يترك أضحيته ويقوم بنقله لأقرب مستشفى لإنقاذه وإيقاف النزيف، ليقوم بعد ذلك بالبحث عن جزار آخر من جزاري الشوارع وكل عام والجميع بألف خير.