دور الاقتصاد القوي في إنقاذ منطقة اليورو يثبت مقولة «ألمانيا بخير .. أوروبا بخير»
الجزيرة - وحدة التقارير والأبحاث الاقتصادية:
لعبت ألمانيا بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل دوراً أساسياً في إنقاذ منطقة اليورو، التي كرستها الأزمة الأوروبية، بوصفها زعيمة لأوروبا، بما ذكَّر الأوروبيين بالمرأة الحديدية الراحلة البريطانية مارجريت تاتشر.
فألمانيا بأكبر اقتصاد أوروبي، والأكثر في عدد السكان، تبرهن على المقولة الشهيرة «ألمانيا بخير.. أوروبا بخير». كما لعب الاقتصاد القوي في ألمانيا دوراً في لفت الأنظار إلى البلد؛ ففي منتصف السنة الماضية دخل إلى ألمانيا نحو نصف مليون شخص للاستقرار والعمل، تقريباً ربعهم من الأوروبيين، بينهم نسبة كبيرة من بولندا؛ إذ بلغ عددهم نحو 89 ألف شخص، وأيضاً نسبة مهمة من الدول التي تعاني من مشاكل الديون السيادية من اليونان وإسبانيا والبرتغال.
وفي سنة 2012 سجلت ألمانيا نمواً بين 0.7 و0.9 %، أي أقل من 1 %، وهذه الأرقام كانت بعيدة جداً عن عام 2011؛ إذ كان أداء الاقتصاد رائعاً، وسجل نمواً بحدود 3 %، ولكن ظلت أقل أيضاً من سنة 2010 عندما تعملق الاقتصاد وحقق في نهاية تلك السنة 4.2 %، وكانت من أفضل السنوات له، وبمنزلة ردة فعل على الأزمة العالمية وأزمة اليورو.
وفي سنة 2011 تخطت صادرات ألمانيا رقم الـ 1,000 مليار يورو، ووصلت بالتحديد إلى 1,060 مليار يورو، مع واردات وصلت إلى 900 مليار يورو. ولكن رغم الأرقام الجيدة إلا أن ألمانيا تواجه مشكلة تقدم السكان في العمر مع وجود 13.5 % فقط من عدد السكان أعمارهم تحت الـ 15 سنة، وفي الطرف الآخر نحو 20 % من 82 مليون ألماني أعمارهم فوق 65 سنة؛ إذ يؤدي ذلك إلى أن ألمانيا هي البلد العجوز في أوروبا، وتأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد اليابان من حيث البلد الذي يمتلك معدل عدد السكان الأكثر تقدماً في السن، وتحاول أن تتخذ إجراءات لذلك، وتجنب أن يواجه اقتصادها في المستقبل تراجعاً وفقدان صدارة اقتصاديات دول أوروبا.
ومنذ فترة السبعينيات ومستوى الخصوبة في أوساط الألمان عند 1.4 طفل للمرأة الواحدة تقريباً، وهو يجب ألا يقل عن 2.1 لتأمين انتعاش الأجيال. وفي سنة 2011 ولد 663 ألف طفل ألماني، أقل بـ 15 ألفاً عن سنة 2010. وهناك ثمانية أطفال يولدون في ألمانيا كل سنة لكل ألف من عدد السكان، وهو المعدل الأقل في العالم. وفي المقابل، يتقدم الألمان في العمر، واليوم نحو 20 % منهم يتوفون فوق عمر 90 سنة.
