أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى رجال أعمال سعوديين يبادرون بالاستثمار في بلدهم، وتوظيف ما يملكون لخدمة مجتمعهم ورفع شأن أبناء هذا الوطن.
هؤلاء الرجال كثيرون، ويعملون في مجالات شتى، وربما لا يعرف الكثير من الناس عنهم؛ لأنهم يفضلون العمل في صمت، ويتركون بصمات واضحة في المجالات التي يخوضون غمارها، والتي تشعرنا بالفخر والسعادة لوجود مثل هذه القمم الوطنية المخلصة.
لا أبالغ إن قلت إن من هذه القمم العلمية والكفاءات الوطنية المتخصصة د. سليمان الحبيب، الذي أرسى بجهده وعرقه، وبرغبة شديدة في خدمة وطنه، صروحاً طبية متميزة، باتت علامة مهمة في دنيا الطب والصيدلة وعالم العلاج بمختلف صوره وأشكاله، من خلال تسخير كل إمكانياته العلمية والمالية في تقديم خدمة طبية متكاملة، يتحدث عنها الجميع.
ففضلاً عن استقدامه كفاءات في مختلف التخصصات الدقيقة، كالقلب والعمود الفقري والأعصاب، تجد في مجمعاته الطبية الاستشاريين السعوديين والأجانب والعرب، الجميع يعزف ملحمة العطاء والبذل والإخلاص ورد الجميل لهذا البلد الطيب وشعبه الكريم.
مستشفيات د. الحبيب وعدد آخر من المستشفيات الأخرى المشابهة، سواء الحكومية والخاصة، تُعدُّ صروحاً طبية متقدمة، ولها إسهامات علمية متميزة؛ إذ كثيراً ما تشير الدوريات العلمية الراقية في مختلف البلدان، خاصة في أوروبا وأمريكا، إلى الإنجازات التي تشهدها هذه المجامع الطبية السعودية من عمليات جراحية غاية في الدقة؛ الأمر الذي يشعر معه المواطن السعودي بالفخر والسرور، وخصوصاً أن الطب وبعض التخصصات الأخرى كانت بعيدة حتى وقت قريب عن سيطرة المواطن السعودي.
وما يعجبك في هذه المحافل الطبية شيئان: ارتفاع نسب السعودة في الأعمال الإدارية وفي التخصصات الطبية، بجانب إعلاء قيم المسؤولية الاجتماعية والإسهام في المشاريع الاجتماعية والإنسانية والاهتمام بالعمال والمنسوبين، إضافة إلى الدورات العلمية المستمرة بشكل يومي للنهوض بالمستوى العلمي والإداري لمنسوبي هذه المستشفيات ولمن يرغب من منسوبي المراكز والمستشفيات الأخرى.
إن ما يجعل المرء سعيداً بذلك هو حرص المواطنين السعوديين على الاستثمار في الداخل، والرغبة الأكيدة في تطوير المجتمع وتنميته، في ظل القوانين والأنظمة الجاذبة والداعمة للاستثمار الخاص، وحرص الحكومة على التيسير على المستثمرين، ورفع العديد من الصعوبات من أمامهم.
ومثلما هو الحال في عالم الطب، هناك أيضاً في مجالات الهندسة والزراعة والسياحة وغيرها؛ إذ هناك خطوات متسارعة من مستثمرين سعوديين للمشاركة والإسهام في عملية التنمية الجارية في المملكة؛ باعتبار ذلك عملاً وطنياً مباركاً، يساعد في إيجاد فرص العمل للشباب، كما يعمل على زيادة الإنتاجية والقدرات التنافسية؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام التصدير ودوران عجلة التطوير وفق معطيات الخطط الخمسية المتتابعة للتنمية.
إنني أدعو كل مستثمر سعودي إلى البحث عن مجالات مناسبة، والمبادرة بالاستثمار في الوطن وفي شباب الوطن؛ فهذا أفضل بكثير من ترك الأموال في البنوك، أو البحث عن مشاريع في بلدان أخرى، قد يتعرض رأس المال فيها للفقدان لظروف متعددة.
تحية لكل مستثمر يبادر بتنمية الوطن ونهضته ورقيه ورفعة مكانه وعلو شأنه.. إن المواطن الحق هو من يخدم بلده ووطنه وأهله.