مع دخول (الوسم) يتطلع جميع المواطنين والمقيمين خاصة في نجد لموسم حافل بالأمطار وربيع يعيد الحياة للصحراء مثلما يعيد محبوها إليها.... لينعموا بجمال الصحراء وأنواع نباتاتها وزهورها وهواها العليل ... ورحم الله من قال:
سقى الله نجداً من ربيع وصيف
وماذا يرجى من ربيع صبا نجد
وصبا نجد يعني النسيم العليل الذي طالما تغنى به الشعراء مثلما تغنوا بربيعها وأنواع النباتات فيها ... حتى قيل إنه لم يذكر الشعراء وصفاً أكثر مما ذكروا بنجد ....
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجد على وجد
وما أكثر ما قيل عن سر حب العرب لهواء نجد ... ليس من سكانها بل ومن خارجها ممن أتيح لهم المرور بها... مثلما الشعراء والرحالة والمؤرخين.
أقول لصاحبي والعيس تهوى
بنا بين المنيفه والضمار
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشيه من عرار
وهاهم أبناء نجد ورغم عامهم المليء بالأعياد ومناسبات الفرح المتصلة ينظرون بشغف وشوق لما تحمله الأيام القادمة من خير يتمثل فيما سيغشى الأرض من الربيع - بمشيئة الله - كي يعودوا إلى أجواء الصحراء النجدية الرائعة؛ طلباً للمتعة التي لم يغنِ عنها ما صار لهم من متع أخرى بما فيها تلك التي قضوها في أشد مصايف العالم جمالاً، إنها نجد وأجواؤها الرائعة التي لم تقتصر شهرتها في أوقات الربيع بل وحتى في لياليها القائظة مما يحفل الأدب العربي بذكرها والإشادة بها.
وللمتنبي :
نحن أدرى وقد سألنا بنجد
أقصير طريقنا أم يطول
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل
ولخالد الفيصل :
ليالي نجد ما مثلك ليالي
غلاك أول وزاد الحب غالي
ليالي نجد للمحبوب طيبي
غلاك أول وزاد الحب تالي
ويقول آخر :
شفى الله نجد والسلام على نجد
ويا حبذا نجد على القرب والبعد
ولآخر :
دعاها تشم أثار نجد ففي نجد
هوى هاج منها ذكره كامن الوجد
كما قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
هل في الأرض كلها على رحبها واد أو جبل أو بحيرة أو روضه من رياض الحسن أو جنة من جنان الفتون قال فيها الشعراء (كل أمه مثل الذي قال شعراء العرب في نجد).