قد يختلف معي البعض، وأحترم منذ هذه اللحظة اختلافهم، لكنني كنت ولا أزال أؤمن بأن نجاح موسم الحج، هو نجاح لآلية عمل وليس لجهات، دون أن أنكر طبعاً جهود وأدوار أي جهة من هذه الجهات.
ما يميز العمل في موسم الحج، هو أنه لا يمكن أن يكون فردياً، كما هي الحال في المواسم العادية. فالطبيب والممرضة لن يستطيعا الوصول إلى عيادتهما في منى، إن لم يكن الطريق ممهداً والأمن مسيطراً والمرور سالكاً.. و هكذا، كل عنصر يشد عضد العنصر الآخر، ويخاف أن يفشل، فيفشل الذي بعده، فيكون هو مسؤولاً عن الفشل.
إذاً، يجب ألاَّ نتحدث عن نجاح وزارة الصحة، بدون نجاح وزارة الداخلية ونجاح وزارة الحج ونجاح وزارة النقل. وبكل صراحة، يجب ألاَّ تعلن كلُّ جهة عن نجاحها منفردة، بل يجب أن يكون هناك مرجع واحد، يعلن البدء في العمل، والانتهاء منه.
آلية التنسيق بين الجهات التي تعمل تحت مظلة المشاعر، هي الآلية التي أقصدها، فنسبة نجاح الموسم، مرتبطة بمدى دقة الالتزام بهذه الآلية. ودائماً تأتي النجاحات أو الإخفاقات، من نجاح التطبيق أو الإخفاق فيه.
أرجو ألاَّ يلومني أحد، عندما أقول إن وزاراتنا لا تعمل للمواطنين طيلة السنة، كما تعمل أثناء موسم الحج. شتان بين العملين!