في عالم مليء بالمتغيّرات، يأتي العيد فنبارك لبعضنا ونتمنى عام خير لنا ولمن حولنا، ثم نذهب كلٌّ يبحث عن مصالحه الدنيوية، متناسين أنّ هذه الدنيا فانية وأنّ هناك صحفاً تسجِّل أعمالنا.
فلنتذكّر خالقنا وندعوه ونشكره على نعمه التي لا تُعَد ولا تُحصَى.
حمامُ مكة غنّا في الهوى طرباً
العيدُ هلّ وفيه الخيرُ موصولُ
في كلّ عامٍ لكم منّي مباركةٌ
ما أجمل الشوقِ للأحباب متبول
أضحىً تبارك فيه العيدُ زيّنهُ
حبٌ اليكم ومسكُ الشوق مشمولُ
المسلمون لبيتِ الله مقصدهم
كلٌّ بما قد دعا في البيت مقبولُ
من كلّ فجٍّ أتوا من أرض خالقنا
وكبّروه مع التسبيح تهليلُ
يدعون رباً ودُنيا الخلق فانيةٌ
إمحْ الذنوب ومنك العفو مأمولُ
جاءوا إليك عبيداً كلّهم طمعوا
بأن تُعِزّ الذي في الأرض مذلولُ
وأنت من قال ادعوني أجب فدعوا
مؤملين وانت الأكرم الطول
يا رب فاغفر ذنوبا لا حدود لها
بالليل وترٌ بالأسحار ترتيل
وجرّد النفس من أهوائها شغفاً
يرجو رضاك وسيف الله مسلول
هذي الخطايا جبالٌ صخرها عجبٌ
من أنقذ الفلكَ والإنسان محمول
من قال للنار كوني حول سيّدهم
برداً فكان بهذا البرد مشمول
ومن عصاه كثعبان تُخوّفهم
وأطبق البحر والفرعون مشلول
من يرفع الروح والأوغاد ما صلبوا
إلا شبيهاً له في الحبل مكبول
من ارسل المصطفى للناس قاطبة
وفي يديه كتابٌ فيه تنزيل
وأنت يا خالق الأكوان جامعنا
يوم التغابن فيه الكل مذهول
وفيه تطوى صحاف الناس ويلهموا
الحق أبلج والكذاب مقتول
وفيه لا والدٍ يدنو ولا ولدٍ
كلٌ بما قدّر الرحمن موكول
فمَن صحائفه كانت مبجلة
إلى النعيم إلى الفردوس منقول
إنا نخاف عذاب النار أنقذنا
يا من وعرشه فوق الماء محمول
من حجّ بيتك هذا العام فارحمهُ
ومن دعاك بجنح الليل موصول
ومن تصدّق في سرّ وتابعه
فأطيب الناس من في الأرض مرسول
فأنت ربي بديع الكون خالقنا
لا يبتلينا من الشيطان تضليل
ارحم عبادك بات الشر يقلقنا
من كل صوب له في البيت تمثيل
وارحم إماما لنا والنبل معدنه
وِشاحه الصدق بل بالخير مجبول
من وسّع البيت لا يرجو مفاخرة
إلا رضاك وما يعدوه مقبول
اكرِم به ملكاً في ظلِّ مملكةٍ
ان قال ما قاله فالفعل مفعول
وأشدد على يده فالحاسدون له
ماتوا بغيضهموا والبعض مخذول
وقوِّ ساعده شهمٌ بجانبه
ولي عهدٍ بعين الطيب مكحول
يا رب وإحْمِ بلاد الخير مملكتي
فإن حاكمها بالخير مدلول