منى - بعثة الجزيرة / تصوير - سليمان وهيب:
ودَّع الحجاج المتعجلون المشاعر المقدسة ثاني أيام التشريق بعد أن رموا الجمرات الثلاث، وأدوا طواف الوداع بالبيت العتيق اتباعًا لقول الحق تبارك وتعالى {وَاذْكُرُوا اللَّه فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْه وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْه لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْه تُحْشَرُون}. وسيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى، ويرمون في ذلك اليوم الجمرات الثلاث، كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة, ويتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع, ومن ثم يغادرون إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما مَنّ به عليهم من أداء مناسك الحج، رافعين أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتأمين حجهم وسلامتهم.
وكان جموع ضيوف الرحمن قد استقبلوا مع إشراقة صباح أمس الخميس ثاني أيام التشريق في جو آمن مطمئن، تحفهم عناية الله ورعايته، ثم جهود العاملين الذين جندتهم المملكة لخدمة ضيوف الرحمن. وسيقوم ضيوف بيت الله الحرام اليوم برمي الجمرات الثلاث، كما رموها بالأمس اتباعًا لسنة الهادي المصطفي - صلى الله عليه وسلم - مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة.
واستوعبت منشأة الجمرات في تصميمها الهندسي المتميز حشودًا هائلة من حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون تباعًا لرمي الجمرات في راحة وطمأنينة، بفضل الله - عز وجل - ثم بفضل خطة تفويج الحجاج عند الجمرات؛ إذ قامت قوات الأمن بتحديد طرقات للذاهبين، لا تتعارض مع العائدين من رمي الجمرات، عبر مسارات متعددة للجسور المؤدية للجمرات، ولا يكون هناك تداخل بينهم، ويشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتأكد من الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتحرك كتل الحجيج. ولعب رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج في منطقة الجمرات دوراً كبيراً في تنظيم حركة التفويج إلى منشآت الجمرات؛ لمنع الاختناقات والتدافع، استشعاراً بالشرف العظيم الذي يضطلعون به لخدمة ضيوف الرحمن.