منى - عبدالله الدماس / تصوير - سليمان الغوينم:
ما إن ينتهي بعض الحجاج من بعض الجنسيات من رمي الجمرات، وخلال وجودهم في مشعر منى، إلا وتجدهم يتوافدون على جبل (النور)، حيث كان يتعبد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ونزول الوحي. وتغلب الجنسيات الآسيوية على الجنسيات الأخرى في زيارة المكان، وتتحمل عناء الصعود إلى قمة الجبل؛ ليستقروا في أعلى القمة عند غار حراء، رغم أن الصعود إلى قمة الجبل أمرٌ ليس باليسير لكبار السن والنساء والأطفال.
(الجزيرة) التقت عصر أمس أعداداً كبيرة من الحجاج ممن توافدوا إلى الجبل رجالاً ونساء وأطفالاً محاولين الصعود إلى قمة الجبل غير آبهين بالمنحدرات والزوايا الوعرة والتعب والإرهاق الذي يعيقهم عن مواصلة الصعود أحياناً.
يقول الحاج فوزي سهوهان من إندونيسيا (43 سنة)، وهو في طريقه إلى صعود الجبل، إنه جاء من إندونيسيا واضعاً ضمن أهدافه في الحج زيارة جبل النور، ودخول غار حراء، موضحاً أن وقوفه في ذلك المكان شرفٌ كبيرٌ يعتز به كل مسلم.
أما الحاجة سليمة من تركيا البالغة من العمر (51 سنة) فتقول إن وعورة الطريق ومشقته لم تثنياها عن الصعود، مبررة ذلك بأنه حُلم، وتريد تحقيقه بأن تقف في مكان جلس فيه أشرف خلق الله.
من جانب آخر أوضح أحد مسؤولي مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يقع عند مطلع الجبل أن المركز يحرص على تبيان المسائل الشرعية والعقدية والاعتقادات لدى بعض الحجاج من التمسح بالصخور والكتابة عليها؛ ويتراجع الكثير منهم عن تلك المخالفات بعد التعرف على الحقيقة، وأنها ليست من مناسك الحج.
وأكّد أن المركز لا يمنع أحداً من الصعود إلى الجبل, مشيراً إلى وجود مترجمين بجميع اللغات لمساعدة الحجاج، وإيصال الرسالة الصحيحة لهم، وتصحيح تلك المعتقدات المخالفة.