حجاج متعجِّلون يغادرون الأراضي المقدسة يعبِّرون عن حزنهم برضا الابتسامة
منى - عبدالله الدماس / تصوير - سليمان الغوينم:
ودَّع حجاج بيت الله الحرام المتعجلون أمس مكة والمشاعر المقدسة وسط فرحة غامرة وشعور لا يقدَّر بثمن بعد أن مَنّ الله عليهم بإكمال فريضة الحج إلى بيته الحرام، متمين شعائرهم في أمن وراحة، ورافعين شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على تلك الجهود خلال أيام الحج.
والتقت الجزيرة خلال جولة لها في المشاعر المقدسة عدداً كبيراً من الحجاج، وقال الحاج المصري سيد رضا إنه رغم الفرحة الغامرة أن منّ الله عليه بالحج في سلاسة وانسيابية إلا أنه في قرارة نفسه يشعر بالحزن لفراق المشاعر، مؤكداً أنه قضى أياماً إيمانية، لن ينساها في حياته، ومتمنياً بأن يقضي حياته المتبقية فيها. أما الحاج محمد دونقي من نيجيريا فيقول: وأنا أودع المشاعر اليوم أشكر المملكة على تلك الخدمات في المشاعر التي لاحظتها في تطور كل سنة عن الأخرى؛ إذ إنني حججت قبل ثلاث سنوات، وفي هذه المرة لاحظت تطوراً كبيراً في المشاعر، ساهم في جعل الحاج يقضي شعائره في يسر وسهولة. وأكد دونقي وهو يغادر المشاعر أن الشعور بالحزن والفراق يخيم عليه لفراق أيام كانت عليه عزيزة. فيما أوضح الحاج إحسان من حجاج تركيا أنه لن ينسى تلك اللحظات الإيمانية والفريدة التي قضاها متنقلاً في رحلة إيمانية رائعة بين بقاع مكة والمشاعر المقدسة، مبيناً ضخامة المشروعات التي تحظى بها المشاعر، والتي يلاحظها أي حاج، ومؤكداً أن الحجاج قضوا نسكهم وسط راحة وانسيابية تامة.
هذا، ويأتي تعجل الحجاج ومغادرتهم منى في اليوم الثاني من أيام التشريق تطبيقاً لقول الله تعالى {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، ويتجه عدد منهم إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه لمن لم يقم منهم بذلك قبل الحج, كما أعدت الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج خطة، وفرت فيها العديد من الحافلات لنقلهم إلى المدينة المنورة مروراً بمركز التوجيه والإرشاد في طريق مكة لمراقبة التفويج؛ وذلك للتأكد من الإجراءات الخاصة بالمغادرة.
فيما تستعد منافذ المملكة لتفويج حجاج بيت الله الحرام، التي زُوّدت بالكوادر المؤهلة والمدربة لإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج.
