المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب:
رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على كلٍّ ما يوليانه من اهتمام وحرص على تحسن الإنجازات والخدمات في مواسم الحج.
جاء ذلك في الكلمة التي ارتجلها سمو الأمير خالد الفيصل في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمنى، وقال: كما شهدنا في هذا العام نرى وبكل وضوح أن الأوامر والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وتابعها سمو ولي عهده الأمين، وقام بالإشراف على تنفيذها بكلِّ حزم وقدرة واقتدار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة رئيس لجنة الحج العليا، مبينًا أن النتائج المرضية والناجحة التي تحقَّقت في هذا العام تستحق منا جميعًا أن نشكر القائمين ميدانيًّا في جميع المشاعر المقدسة ومدينة مكة المكرمة من الأجهزة الحكوميَّة والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع في المشاعر المقدسة.
وعبَّر سمو رئيس لجنة الحج المركزية عن شكره للقائمين ميدانيًّا في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة من الأجهزة الحكوميَّة والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع من الموظفين الحكوميين والمتطوعين من الأهالي، مجزلاً لهم الشكر ومعربًا عن فخره واعتزازه بهم، قائلاً: «رفعتم رؤوسنا».
ونوّه سموه بالنقلة النوعية التي حدثت في حج هذا العام في الخدمات وتطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل، شاكرًا كل من أسهم في الحج وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وتوَّلوا العمل الجاد والحازم داخل المشاعر وفي مكة المكرمة.
وأكَّد سمو الأمير خالد الفيصل أن النجاحات التي تحققت في هذا الموسم لا يعني أننا وصلنا إلى طموحات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ولم نصل كذلك إلى جميع تطلعات المواطن، معربًا عن أمله أن تستمر هذه القفزات التطويرية قدمًا في كلِّ عام للوصول إلى تطلعات القيادة الرشيدة.
بعد ذلك أجاب سمو الأمير خالد الفيصل على أسئلة الصحفيين، ففي رد على سؤال عمَّا لوحظ من انسيابية في حركة الحجاج وسهولة تنقلاتهم بين المشاعر، قال سموه: إن هذا مرده للتنظيم الجيد من ناحية، وقلّة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة مما جعل الافتراش يتضاءل كثيرًا في شوارع مشعري منى وعرفات، ما سهل التنقل بين المشاعر المقدسة.
وعن الجديد في الموسم القادم، أجاب سموه: أنا لا أودُّ أن أدخل في التفاصيل وأفضل أن أنتظر التقارير التي سوف ترفع للجنة الحج المركزية من المكلفين برفع هذه التقارير من أفراد منتشرين في جميع المشاعر المقدسة ومن مؤسسات حكومية وأهلية وعلميَّة وأكاديميين مهمتهم الدراسة العلميَّة لما يحدث لعمل التطويرات المثلى في الأعوام القادمة.
وبيَّن سمو الأمير خالد الفيصل أن نسبة تخفيض الحجاج يتم من خلال جهات عليا تستند على دراسات نتائج حج كل عام، إلا أن سموه قال: إن مساحة المشاعر المقدسة واحدة لا تتسع وكل ما تمكنا من النقص في الزيادات المعهودة كل عام في الحج كل ما كان الوضع أفضل، مدللاً على ذلك بعدد حجاج هذا العام الذين لم يتجاوزوا المليوني حاج مما أدَّى لتقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حاج تقريبًا.
وأكَّد سمو الأمير خالد الفيصل أن الأنظمة التي وضعت لتنظيم الحج جاءت وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة، وقال سموه: نحن منفذون لخطط الدَّوْلة ولتوجيهات وزارة الداخليَّة، وأن ما حدث في حج هذا العام هو نقلة نوعية، متمنيًّا استمرار هذه النقلات النوعية للخدمات في الحج وفرض النظام لأنّه كُلَّما احترم النظام وطبق كانت النتائج أفضل ومردودها على الحجاج إيجابيًا.
وأضاف سموه: نحن نعمل على راحة الحجيج ومؤتمنون على سلامتهم أمنيًّا وصحيًّا واجتماعيًا، ولا بد أن يوازي هذا الاهتمام أنظمة وتطبيق لها، مؤكِّدًا أنّه تَمَّ في هذا العام تطبيق الأنظمة بكلِّ حزم وحسم.
وأفاد سموه أن النتائج التي ظهرت وشاهدها الجميع كانت كلّّها إيجابيَّة، لذا يجب علينا المحافظة على هذا المستوى من الأداء وتطبيق الأنظمة، مبينًا سموه أنّه تَمّ الإعلان عن الإجراءات والعقوبات التي ستتخذ ضد حملات الحج الوهمية قبل بداية هذا الحج، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين دون استثناء.
وأشار سموه إلى أن هذا النجاح الذي تحقق في الحج هذا العام لم يكن صدفة، وإنما جاء نتيجة جهود ودراسة وأعمال رجال قاموا بأداء مهمتهم خير قيام في الميدان وعلى المنافذ، حيث أعطي الحاج النظامي الفرصة لأداء مناسك الحج بكلِّ راحة، ومنع دخول المخالفين.
وعن الجديد الذي يفكر فيه سموه للأعوام القادمة، قال سموه: هناك الكثير من الجديد، ولكن علينا الانتظار لوقتها حيث سيتم الإعلان عنها، مؤكِّدًا سموه أن تخفيض نسبة عدد الحجاج من الخارج والداخل كانت بسبب الأعمال التي تقام في المسجد الحرام وتوسعة المطاف، لافتًا سموه النظر إلى انخفاض أعداد الحجاج المخالفين للأنظمة والذين لا يحملون تصريحًا في هذا العام إلى حوالي 70 في المئة عن العام الماضي.
وبيَّن الأمير خالد الفيصل أن هناك مشروعًا للنقل العام في مكة المكرمة والشاعر المقدسة تم طرحه للتنفيذ، وقال: إن شاء الله إذا انتهى هذا المشروع فسيسهم في خدمة الحجاج، كما أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام ستستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصلٍ.
وقال سموه: كل خطوة تخطوها المملكة العربيَّة السعوديَّة بسياستها الداخليَّة ومشروعاتها خاصةً ما يتعلّق بالحج، لا تتم ارتجالاً، ولكن تُتَّخذ بعد دراسة مستفيضة من قبل المختصين من الخبراء والأكاديميين.
وأوضح سمو الأمير خالد الفيصل أن مظهر الحجاج وهم بلباس موحد وفي أرض واحدة وزمن واحد يعد فرصة مناسبة لنقول للعالم بأن الإسلام دين سلام وحضارة ورقي ودين إِنسان، مشيرًا سموه إلى أن هذا المكان الأنسب لإيصال هذه الرسالة.
وعبَّر سموه في ختام اللقاء عن شكره لجميع المسلمين الذين توافدوا من جميع أنحاء العالم بمختلف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومذاهبهم وأدوا هذا المثل الأعظم لدينهم ولأخلاقهم الإسلاميَّة، مقدرًا لهم ما أبدوه على هذه الأرض من خلق إسلامي حضاري.
كما شكر سموه كل مواطن في المملكة آثر إخوانه الحجاج من بقاع العالم ليؤدوا فريضتهم لأول مرة.
وحول مشاركة شركات أجنبية في تنظيم الحج، قال سموه: لسنا بحاجة لمكاتب أو شركات تساعدنا في التنظيم، فقد سبق أن قلت قبل سنوات: إننا أقدم ناس في هذه المهنة ونحن خبرتنا في تنظيم الحج بدأت منذ عهد أبونا إبراهيم عليه السَّلام حتَّى هذا اليوم ولا أعتقد أن في العالم أكثر خبرة منا في هذا المجال.
وأوضح سموه أنّه تَمَّ الإعلان قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيعلن كذلك عن أعداد المخالفين الذين طبق بحقهم هذه العقوبات.
وعن ظاهرة دخول الحجاج غير النظامين والمقيمين داخل مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وكيفية السيطرة عليهم، أجاب سموه قائلاً: إن هذه الظاهرة الآن تحت الدراسة وكلف بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، كما أن هناك خبراء آخرين يدرسون هذا الموضوع، وسوف تناقش من خلال لجنة الحج المركزية في هذا العام، وسترفع نتائج هذه الدراسات للجنة الحج العليا لرفعها للمقام السامي.