الجزيرة - فرانكفورت - عبدالله أبا الجيش:
افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي جناح المملكة العربيَّة السعوديَّة المشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب وذلك بحضور كل من سعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي في جمهورية ألمانيا الاتحادية وسعادة الدكتور سالم المالك المستشار والمشرف العام على الإدارة العامَّة للتعاون الدولي بوزارة التَّعليم العالي وسعادة الدكتور علي بن صقر الملحق الثقافي بجمهورية النمسا ومدير عام معرض فرانكفورت الدولي السيد جورجن بوس والدكتور سليمان بن صالح العقلا مستشار وزارة التَّعليم العالي وعدد من الأدباء والمثقفين وممثلي الجهات الحكوميَّة والخاصَّة المشاركة بالجناح ومجموعة من الطلبة المبتعثين والزائرين، إِذْ قام السفير بجولة في الجناح اطلع فيها على الاستعدادات المبذولة بدءًا بالتصميم الخارجي للجناح الذي روعي فيه جماليَّة المنظر وكبر المساحة، حيث اكتست جدرانه بلوح وصور تعريفية عن المملكة باللغات الألمانية والعربيَّة والإنجليزية وتفقد معاليه ما تضمنه محتوى الجناح من العديد من الإصدارات القيمة التي جذبت القارئ الألماني، بالإضافة إلى الفعاليات المقامة على طول أيام المعرض التي شملت بموضوعاتها جميع شرائح المجتمع، ومن ثمَّ أقيم حفل الاستقبال المقام بهذه المناسبة الذي ابتدأ بكلمة من الدكتور عبدالرحمن الحميضي التي رحب فيها بمعالي السفير شبكشي وممثلي وزارة التَّعليم العالي والجهات الحكوميَّة والخاصَّة السعوديَّة الأخرى والزائرين، مؤكِّدًا أن المملكة تحرص على التواجد والتمثيل بكلِّ محفل ثقافي وأدبي لعرض ما تزخر به الثقافة الإسلاميَّة والعربيَّة من العديد من المعارف والعلوم التي تقبل عليها مختلف المجتمعات بالعالم، منوهًا إلى أن مشاركة المملكة هذا العام بمعرض فرانكفورت الدولي روعي فيها أن تخرج بحلة جديدة ومميَّزة مغايرة تمامًا لمشاركتها السابقة وذلك لما تحتمله التنافسية بالمجتمع المعرفي وأن التجديد والتحديث لهو المعيار لاستقطاب أكبر عدد من الزوار وبناء شراكات جديدة مع مختلف المؤسسات العلميَّة وذلك تنفيذًا لتوجيهات مقام وزارة التَّعليم العالي ممثلة بمعالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التَّعليم العالي على تمثيل المملكة على أفضل وجه في مختلف المحافل موجهًا الدكتور الحميضي الشكر لمعاليه على دعمه اللا محدود ومتابعته المسمرة لمختلف المهام الثقافية والأكاديمية المناطة بالملحقية ومتوجهًا بالشكر كذلك لمعالي السفير شبكشي على تفضله بافتتاح الجناح السعودي. تلا ذلك كلمة السفير أسامة شبكشي التي أشاد فيها بهذا الجهد المتميِّز المبذول في الجناح الذي أدَّى لاستقطاب وجذب أعداد هائلة وكبيرة من الزوار، منوهًا إلى أن الأمر يدعو للتنافسية لجذب القارئ والأديب وهذا ما حققته المملكة في كونها منارة للعلم والمعرفة.
وفي الختام كرّم السفير المشاركين في الجناح وضيوفه من العلماء والأدباء نظير جهدهم الكبير وأدائهم المتميز، وفي تصريح خص به «الجزيرة» بمناسبة مشاركة المملكة تحدث معالي السفير شبكشي قائلاً: (إن مما لا شكَّ فيه أن مشاركة المملكة لهذا العام خرجت بأجمل مستوى سواء من ناحية تصميم الجناح التي أظهرت روعة الطراز المعماري السعودي المميز أو على مستوى المحتوى حيث بلغ عدد الكتب الجديدة التي تَمَّ عرضها هذا العام حوالي ثمانمائة كتاب جديد وبمشاركة مجموعة من الأدباء المعروفين وهذا العام تشارك المملكة مع مئتين وعشرين دولة أخرى ونأمل إن شاء الله أن تكون المملكة دولة ضيف الشرف خلال الأعوام القريبة القادمة، شاكرًا الإخوة المشرفين على الجناح وعلى رأسهم الدكتور عبدالرحمن الحميضي النشط جدًا الذي صنع حركة ثقافية سعودية ألمانية متميزة، كما بيّن الدكتور سالم المالك أنّه تجري الآن مناقشات مع إدارة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لاستضافة المملكة كضيف شرف عليه وذلك بحلول عام 2021م وعن طبيعة مشاركة المملكة تحدث قائلاً: (أولاً أن من لا يشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب اعتقد أنّه لا يشارك بأي معرض آخر حيث يُعدُّ محطة عالميَّة للكتاب ولدار النشر العالميَّة ومحطة أيْضًا لحفظ الحقوق الأدبيَّة والمملكة العربيَّة السعوديَّة دأبت على المشاركة بمعرض فرانكفورت وتحرص على المشاركة فيه وان تكون مشاركتها متميزة عن السنة التي سبقتها مبينًا أنّه تم التَّوصُّل عإلى اتفاق مبدئي مع رئيس المعرض ومساعديه باستضافة المملكة الشرفية للمعرض وذلك في عام 2021م، وضم برنامج الافتتاح عددًا من الأنشطة المهمّة أتى بمقدمتها: إصدار ديوان شعري جديد للأديبة الدكتورة هيفاء بنت أحمد اليافي بعنوان (القلب يهمس عشقًا) وتوقيع كتاب أطفال مترجم من اللغة العربيَّة للغة الإنجليزية للكاتبة السعوديَّة الدكتورة أروى خميس بعنوان (على الأرجوحة تتناثر الأسرار)، وخلال أيام المعرض حفل الجناح السعودي بعدد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلميَّة، ففي اليوم الأول من أيام المعرض أقيمت محاضرة بعنوان (تطوّر الرواية السعوديَّة الشبابية منذ الألفية وحتى اليوم للكاتبة سارة العليوي وبثاني أيام المعرض أقيمت كذلك محاضرة للدكتور نعمان بن محمد كدوة باللغة الألمانية بعنوان (صورة العرب النمطية في الإعلام الغربي وأثرها على الحوار العالمي-ألف ليلة وليلة أنموذجًا) وي ثالث أيام المعرض ألقى الأستاذ يوسف بن إبراهيم المحيميد قراءة أدبيَّة من روايته المترجمة للغة الألمانية (القارورة) اما في اليوم الرابع فعرض الأستاذ عبد العزيز الصقعبي تجربته الشخصيَّة في كتابة الرواية والقصة المسرحية، كما عقد خلال أيام المعرض لقاء جمعية الناشرين السعوديين المشاركين بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب وقامت كذلك الدكتورة أروى خميس بتوقيع كتابها الموجّه لشريحة الأطفال، واحتل جناح المملكة مكانًا بارزًا في المعرض على مساحة تتجاوز المئة وعشرين مترًا مربعًا حرصت الملحقية الثقافية بجمهورية ألمانيا الاتحادية بوصفها الجهة المشرفة على الجناح فيه على أن يتواءم مع المناسبة بما يعكس الأنشطة الثقافية السعوديَّة باختلاف قنواتها في مجالات النشر والفنون والتراث؛ حيث خصص لمجال النشر مساحة واسعة لقسم معني بالإصدارات في الأدب، والعلوم، واللغة العربيَّة، والتاريخ، والجغرافيا، والكتب العلميَّة بالإضافة إلى إصدارات المناسبة التي تشكّل مجموعة من الكتب المنتقاة التي تمَّت ترجمتها إلى اللغات الحية كالألمانية والإنجليزية وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ في ألمانيا وتبرز القواسم المشتركة بين الثقافة السعوديَّة والألمانية.
أما قسم الطفل فضم قصصًا للأطفال وعددًا من الآلعاب التعليميَّة التي تهدف إلى تنمية مهارات الطفل اللغوية والعقلية، كما احتوى الجناح على قسم للرسوم واللوحات الفنيَّة المتخصصة، كما تحتوي تلك المساحة على قسم خاص يتَضمَّن مجموعة منوعة من الصُّور والخرائط والوثائق التي تحكي تاريخ المملكة.
وعلى امتداد أركان الجناح تَمَّ تصميم قسم بارز يلفت انتباه الزوار بتشكيلة واسعة من اللوحات التشكيلية لأبرز فناني المملكة بمدارسهم المختلفة.