تتشرف المملكة العربية السعودية بأن أوكل إليها المولى عز وجل خدمة الحرمين الشريفين وهما بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، وهو شرف عظيم وأبدي باعتبار أن رسالة الإسلام هي آخر الشرائع الإسلامية وأن رسوله ونبيه محمداً- صلى الله عليه وسلم- هو آخر الأنبياء والمرسلين، فالبشرية جمعاء مطالبة بالإيمان بالدين الإسلامي وبرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن من لم يقم بذلك لن يكون من المقبولين عند الله عز وجل يوم الحساب.
وبسبب هذا الشرف العظيم الذي أنعم الله سبحانه وتعالى على بلادنا، أولت المملكة جل اهتمامها بالحرمين الشريفين حيث تلقب قائدها الملك فهد- رحمه الله- ثم الملك عبدالله- حفظه الله- بلقب خادم الحرمين الشريفين كما تم إنشاء جهة حكومية مستقلة خاصة بشؤون الحرمين الشريفين هي ( الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي) التي تقوم بالتخطيط لمشاريع الحرمين الشريفين وتنفيذها وصيانتها والعناية بنظافة الحرمين الشريفين، ولا يخفى على الجميع تلك المشاريع الكبيرة التي نفذت في الحرمين الشريفين، كما أن بلادنا وفي كل لحظة وبالذات في موسم الحج وشهر رمضان المبارك تسخر كل الجهود والإنفاق في سبيل خدمة الحجاج والمعتمرين، وتقوم سنوياً بتكليف القوى العاملة المتخصصة من مدنيين وعسكريين وتشجيعهم مادياً بصرف بدل انتداب لمدة شهر لمن عمله خارج مكة المكرمة ومكافأة العمل الإضافي خلال مدة عملهم في موسم الحج بالإضافة إلى رواتبهم، وهو دليل آخر على اهتمام بلادنا بهذه الشعيرة الكبيرة، والذي ينبغي أن يتفاعل معه كل مواطن وخصوصاً الموظفين الذين يكلفون بالخدمة خلال موسم الحج بإيجابية.
ولذا فإنه مطلوب من كل موظف خصوصاً ومن كل مواطن عموماً الآتي:-
* بذل كل ما يقدرون عليه من جهد وإخلاص لأداء هذا الواجب الذي هو شرف لبلادهم ولهم.
* استشعارهم بأن هذه الخدمة واجب ملقى على عاتقهم وأنه يجب عليهم القيام به والتفاني والإخلاص فيه ابتغاءً لمرضاة الله أولا ثم تنفيذ تعليمات حكومتهم بغض النظر عن المكاسب المادية التي ستصرف لهم مقابل هذه الخدمة.
* أن تكون الخدمة التي يقوم بها الموظفون المكلفون بالعمل في موسم الحج على أساس العدالة والمساواة لسائر الحجاج، وأن تقدم تلك الخدمة بتعامل وأسلوب حضاريين يعكسان ما وصلت إليه بلادنا من تقدم وحضارة وما يتصف به المواطن السعودي من تمسك بالدين وتحل بالأخلاق الفاضلة ومحبة للتعاون والمساعدة.
* أن يقوم كل مواطن أدى فريضة الحج مرة أو أكثر بإتاحة الفرصة لإخوانه المسلمين القادمين من بلدان بعيدة لأداء هذه الفريضة.