منى - بعثةالجزيرة / تصوير-سليمان الغوينم:
يقف جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم التاسع من ذي الحجة على صعيد عرفات اقتداءً بهدى المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليشهدوا يوم الحج الأكبر وسط اكتمال منظومة الخدمات التي وفرتها وأعدتها مختلف الجهات المعنية بشئون الحج والحجاج إنفاذاًٍ لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- الرامية إلى تسخير جل الإمكانات للحجاج لأداء نسكهم في جو مفعم بالأمن والأمان.
وكان ضيوف الرحمن قد قضوا أمس الأحد الثامن من شهر ذي الحجة يوم التروية على صعيد منى، حيث اكتمل وصولهم إلى مشعر منى وشهدت رحلة الصعود. ورافق توافد مواكب ضيوف بيت الله الحرام إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته الذين تابعوا توجه الحجاج إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين إذ ترتبط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكة طرق عديدة، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التي زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو في طريقه إلى منى.
وتميزت رحلة الحجيج من مكة المكرمة إلى منى التي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل رجال المرور الذين يساندهم أفراد قوى الأمن في جهودهم في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم الذين يبذلون الغالي والنفيس لخدمة الحجاج والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة ليؤدوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن
والإيمان.
وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج إلى منى.
وواصل سمو وزير الداخلية، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان. وتتسابق الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالحج في تقديم أفضل خدماتها لضيوف الرحمن هذه الخدمة التي خص الله بها هذه البلاد وشرف قادتها وشعبها بخدمة بيته الحرام ومسجد رسوله الأمين والحجاج والزوار والعمار.
وقدمت وزارة الصحة خدماتها الصحية والطبية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام عبر الآلاف من الأطباء والممرضين والفنيين والسائقين والعمال جندتهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام يعملون في عشرات المستشفيات في مناطق المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، إلى جانب خطة الطوارئ الخاصة بجسر الجمرات التي تعتمد على الوجود الميداني بجوار الجسر من خلال فرق طبية مجهزة بكامل مستلزماتها وسيارات إسعاف إضافة إلى المراكز الصحية الموسمية الستة الموجودة على جسر الجمرات.
وتشارك وزارة الصحة مع الجهات ذات العلاقة في تنفيذ خطة الطورائ العامة للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال وقوف الحجاج في عرفة أو نفرتهم منها أو على جسر الجمرات وتدريب أفراد الدفاع المدني وقوات الأمن الخاصة على بعض الإسعافات الأولية وطرق نقل المصاب. وإلى جانب وزارة الصحة هناك الإدارات الطبية بوزارة الحرس الوطني ومستشفياتها وفي وزارة الدفاع ومستشفياتها وجميعها جندت المئات من منسوبيها لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة. أما هيئة الهلال الأحمر السعودي فتقدم خدماتها الإسعافية عبر الآلاف من الأفراد لخدمة حجاج بيت الله الحرام عملاً بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الهيئة المشرف العام على أعمالها لموسم حج هذا العام.
وخصصت الجمعية أسطولاً إسعافيًا يتكون من المئات من سيارات الإسعاف نشرتها في المشاعر. وكان رجال المرور قد انتشروا في جميع شوارع منى لتنفيذ خطة السير في اليوم الثامن ومراقبة تحركات السيارات فيما كان أفراد رجال الأمن يوجهون الحجيج إلى عدم السير في الطرق الخاصة بالسيارات والاتجاه إلى الطرق الخاصة بالمشاة.