تزامنا مع تعهدات أطلقتها ألوية وكتائب معارضة في جنوب دمشق بإمطار سماء العاصمة بالصواريخ وقذائف الهاون إذا لم ينه النظام حصاره لمناطق جنوب دمشق ومعظمية الشام، انفجرت سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان بمدخل ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية مساء أمس الأحد. وبحسب الوكالة نقلا عن مصدر ميداني فإن كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو (100كغ)، مشيرة إلى أن إحدى السيارتين من نوع هيونداي والثانية من نوع هوندا.
وقال مراسل التلفزيون السوري الرسمي من مكان الحادث إن الانفجارين وقعا عند الإشارة الضوئية الموجودة عند مدخل ساحة الأمويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وفصلت بينهما دقائق. وأوضح المراسل أن مبنى الإذاعة والتلفزيون لم يصب بأذى إلا أن أضرارا أصابت الحاجز الأسمنتي الموضوع أمامه.
وكانت الكتائب المقاتلة قد دعت في بيان لها بُث عبر الإنترنت المدنيين إلى إخلاء المناطق السكنية المحيطة بالأفرع الأمنية وتجمعات (الشبيحة). وقالت شبكة شام أمس إن قذيفة هاون سقطت في ساحة العباسيين بدمشق، كما أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا النبأ نفسه. وأشارت إلى أن القذيفتين سقطتا على بعد نحو 300 متر من فندق بالعاصمة السورية دمشق يقيم فيه مفتشو الأسلحة الكيميائية وموظفون من الأمم المتحدة في منطقة أبو رمانة بدمشق مما ألحق أضرارا بالكثير من المتاجر والسيارات.
كما أكد المرصد السوري أن عدة قذائف هاون سقطت قرب وزارة الصناعة وفي ساحة النجمة وقرب مدرسة دار السلام في منطقة الشعلان، مشيرا إلى سقوط جرحى. وكان القتال في هذه الأثناء على أشده في ريف دمشق الجنوبي، حيث تسعى القوات النظامية السورية مدعومة بمليشيا حزب الله اللبناني ومليشيات أبوالفضل العباس لتوسيع نطاق سيطرتها هناك حسب ناشطين.
وقالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية: إن القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس الذي يضم عناصر من جنسيات مختلفة وسّع نطاق هجومه بريف دمشق الجنوبي إلى بلدتي حجيرة والبويضة. وتكمن أهمية ريف دمشق الجنوبي، كما قالت شبكة شام، في أنه حلقة وصل بين الغوطة الشرقية وطريق مطار دمشق الدولي وطريق السويداء وهو قريب من ريف درعا وباحتلاله بالكامل يسهل على قوات النظام إعادة السيطرة على مناطق أكبر في ريف دمشق. وعادت في هذه الأثناء عمليات الخطف تزامناً مع اشتداد وتيرة القتال، إذ أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأحد أن ستة عناصر يعملون في هذه اللجنة وعنصر من الهلال الأحمر السوري خطفوا في شمال سوريا على أيدي مسلحين مجهولين. وقال إيوان واتسون المتحدث باسم اللجنة في جنيف (خطف ستة عناصر من العاملين في اللجنة مع عنصر من الهلال الأحمر السوري في إدلب في شمال غرب سوريا).
وقال واتسون إن السبعة خطفوا، بينما كانوا في طريق العودة إلى دمشق بعد أن سلموا مواد طبية إلى مستشفيات في محافظة إدلب ووضعوا لائحة بالحاجات الطبية لهذه المنطقة لإرسالها لاحقا.