راقب السعوديون بقوة العملة اليابانية «الين»، ربَّما بسبب الحركة الكبيرة التي حصلت لها، ودخلوا أيْضًا في تساؤلات حول كيف سيؤثِّر عليهم هبوط الين الياباني بحوالي 35 في المئة كون اليابان شريكًا تجاريًّا مهم للمملكة، خصوصًا في مجال السيَّارات وعلى رأسها طبعًا تويوتا ونيسان. وانتظر السعوديون ربَّما انخفاضًا كبيرًا على أسعار السيَّارات بحوالي 25 في المئة، رغبة في الشراء وتغيير سيَّاراتهم وحماية هبوط سعرها بعد مرور السنة عليها، وبذلك يتفادون هبوط قيمة سيارتهم على الأقل في السنة الأولى.
لكن الواقع جاء على عكس الأمنيات، ولم يطرأ تغيير مهم على الأسعار، بل الذي يملك سيارة يابانية تدهور سعرها بشكل كبير، أولاً بسبب عامل الزمن، وثانيًّا: سعرها زاد تراجعًا مع انخفاض الين.
وخلاف شركات السيَّارات، ستستفيد شركات أخرى مثل سوني لتعود بعض الشيء، وتستعيد جزءًًا من السوق التي كانت في وقت من الأوقات أحد اللاعبين الكبار في قطاع الهواتف النقالة قبل ظهور آبل ودخول سامسونج بقوة.
بالعودة إلى حركة الين، فقد حذّر كثير من الخبراء اليابانيين من أن هبوط الين بشكل كبير ممكن أن يتحول انهيارًا، ويشكل كرة ثلجية تتدحرج بسرعة. وقالوا: إنّه إذا كسر الين مستويات الـ 100 بسهولة ممكن أن يسقط سقوطًا حرًا، طبعًا في الأسابيع الأخيرة أصبحت نقطة الـ100 صعبة الكسر، وشاهدنا كيف تداول معظم الوقت في الفترة الأخيرة تحت مستوى الـ100 رغم نجاحه بكسرها لبعض الوقت.
دخل أيْضًا أشهر مضارب في العالم، الملياردير جورج سوروس على الخط، الذي اشتهر في بداياته بأنّه الرجل الذي كسر بنك إنجلترا من خلال تحذيرات أطلقها حول تسارع هبوط الين في هذه القوة، وانضم بيل جروس الذي يدير مع محمد العريان أكبر صندوق لتداول السندات للتحذير من الهبوط المتسارع للين.
يذكر أن العملة اليابانية مقابل الدولار تراجعت بحدود 21 في المئة منذ منتصف نوفمبر بوصولها إلى الـ97 والكثير من المحللين يُتوقَّع وصوله إلى 100-110 في نهاية السنة. ويعتقد الكثير من الخبراء بأن سعر الصرف بين 90 - 95 هو السعر المناسب للاقتصاد.
وبنظرة فنيَّة على زوج الدولارين الذي يعد المقياس الأول من بين كل الأزواج لقياس تأثير هبوط الين على الاقتصاد يلاحظ أن وصول الدولار مقابل الين الياباني مستوى 99.73 للين هو ارتداد 50 في المئة من المستوى التاريخي 75.31 الذي سجل في أكتوبر 2011 وقمة 124.14 في حزيران 2007م بعد استقراره وتداوله عدَّة أسابيع عند مستويات حول الـ95 وبعدها خرج من هذه المنطقة والهدف التالي 102، ومن المؤكد ستكون منطقة الـ95 دعمًا في المستقبل في حال ارتفاع الين مرة جديدة.
يذكر أن الين اتبع نفس السلوك عند مناطق الـ84 قبل التوجُّه إلى الـ 95. كسر الزوج لـ79 في أكتوبر 2012 وسرعة صعود الزوج من الـ79 إلى 95 اعطى إشارة إلى انعكاس الاتجاه الهابط والعودة إلى مستوى الـ 100 بعد خمس سنوات من التداول تحت هذا الرقم. منطقة 95 مثلت دعمًا في مارس وأغسطس 2009 ومقاومة في أبريل 2010 الهدف التالي هو حول 101 الذي كان دعمًا قويًّا في ديسمبر 1999 ونوفمبر 2004م ولكنه فشل أن يكون دعمًا في أبريل 2008 أقوى دعم ومقاومة هو مستوى، 102 فقد لعب 3 مرات دور الدعم ومرتين كان مقاومة وكانت حول مستويات القمة في أغسطس 2008. إذا نظرنا تاريخيًّا إلى الرسم البياني الشهري نلاحظ أن الين تداول كثيرًا فوق الـ100 وان أيّ اختراق لـ102 فورًا يذهب
الى هدف قريب من الـ111 الذي كان مقاومة 3 مرات في أعوام 1994 و2000 و2004 وكان دعمًا في سنوات 1997 - 1998 و2006، ولكن دائمًا نجد الحركة الكبيرة ليست على زوج الدولارين ولكن نجم رغم الحركة الكبيرة على الجميع كان زوج الباوند مقابل الين الذي سجَّل أكبر صعود في يوم واحد 640 نقطة منذ سنة ونصف تقريبًا وبالتحديد منذ نهاية أكتوبر 2011 عندما صعد من 121.86الى 127.30 بحدود 544 نقطة. يذكر أنّه خلال الأزمة العالميَّة هبط بحوالي 1200 نقطة من 142.28 إلى 129.80 وذهب إلى الـ130