أظن في كثير من الأحداث الرياضيَّة الميدانية وما يعقبها من تصريحات لإداريين ومدرِّبين وفيما نتابعه في بعض البرامج والصفحات الرياضيَّة ما يستدعي التأكيد من جديد على أن الصرامة في القرارات باتت مطلبًا ملحًّا لكي يعود الانضباط للوسط الرياضي بعد أن تحوَّلت الرياضة إلى رغبات خاصة وأهواء وميول شخصيَّة واتهامات جرفت رياضتنا بعيدًا عن الروح الرياضيَّة والتنافس الشريف. كما أن الحرية التي تجاوزت سقفها بالوسط الرياضي تحوّلت إلى فوضى وأحدثت خللاً كبيرًا في منظومة العمل الرياضي انعكس على مستوى النتائج وسلوكيات التعامل!
المشكلة الرئيسة التي نعاني منها في الوسط الرياضي هي غياب الرقيب، فالقائم أمامنا هو إطلاق للحريات تصرف كما تشاء وأكتب ما تعرف وما لا تعرف، اتهم، روّج لإشاعات كاذبة برّر بما لا يليق ولا يعقل، خذ راحتك، صرح بأي أسلوب ولغة تختارها لا أحد يسألك أو يطلب منك دليل!
قصص من الخيال وخروج عن النص وبيانات وحديث عن رشوة وتشكيك في نزاهة ومع ذلك لا أحد يتوقف عند هذا ولا أحد يحقِّق ويطلب دليلاً على صحة ما قيل وما كتب ومن ثمَّ إقرار عقوبة صارمة إن ثبتت إدانة من يطلق مثل تلك الاتهامات دون بيِّنة ولأنه لا أحد يسأل انتشر الكذب في الوسط الرياضي وزاد التعصب والمجاهرة به!
لجان ضعيفة لا تعمل بحسب الوقائع، بل بحسب ردود الفعل الإعلاميَّة التي تحكمها الميول والأهواء الخاصَّة، فهي لا تهتم بالحدث، بل بصانع الحدث ولهذا تجدها تقاتل في الدفاع عن الروح الرياضيَّة والوطنيَّة وتجعل من الحبة قبة في مواقف فيما تدس رأسها في الرمال في مواقف أكبر!
والمدرجات تتجاوب مع كل ذلك فتنطلق منها أصوات وسلوكيات نشاز لم تجد من يضبطها وهي انعكاس لحالة الاحتقان، التي جعلت المنافسة خارج الميدان أكبر من داخله!
حتى المنتخب الوطني الذي كان في يوم من الأيام خطًا أحمر لا تقربه إدارة نادٍ ولا قلم إعلامي متعصب أصبح الحديث عنه اليوم متاحًا للجميع وبدأت تعصف به ألوان الأندية وراح البعض يشكّك حتَّى بوطنيَّة بعض عناصره!
هذه الصُّور غير المنضبطة على مستوى اللجان والإعلام والإدارة في الأندية والجماهير الرياضيَّة تحتاج إلى قوة تضع الأمور في نصابها وتفرض الانضباط دون تهاون ولا مجاملة ولا انتقائيَّة وتصنع مجتمعًا رياضيًّا منتجًا يواكب نظام الاحتراف ويتفاعل مع خطوات التطوير التي حملتها العديد من مبادرات الأمير نواف بن فيصل بن فهد والنقلة النوعية، التي أحدثها سموه في أكثر من اتجاه وهي تحتاج من الأمير نواف العمل على نقلها لتكون هي في مقدمة المشهد الرياضي بدلاً من تلك الصُّور المشوَّهة!
في مرحلة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- كان الانضباط الإداري والميداني والإعلامي في قمته، فالقرار القوي حاضر دائمًا على الجميع وأظن أن الأمير نواف بن فيصل تعامل بسعة صدر وديمقراطية بما فيه الكفاية وأنه آن الأوان لنطرح السؤال.. متى يزأر شبل الأسد؟
سامي أول مدرِّب يبحث المنافسون عن إقالته!
جرت العادة أن إدارة النادي وأحيانًا ضغط جماهير الفريق هما من يقرر إقالة المدرِّب إلا في الهلال مع مدرِّبه ابن النادي سامي الجابر، فالهلاليون مع سامي قلبًا وقالبًا، إدارة ولاعبين وجماهير، فيما المنافسون يعملون جهدهم لإسقاطه وإقالته!
هنا النظرة لسامي كمشروع للمدرِّب الوطني في إطار احترافي عالمي لا تهم، بل المهم هو إفشال المشروع الوطني؛ لأنّه يخص لاعبًا لا يتقبَّله شخصيًّا بعض المنافسين لأسباب مختلفة!
مثلاً بعض الإعلاميين لا يريدون سامي لأنّه كلاعب قاد فريقه في مرحلة انتصارات وإنجازات غيّبت فرقهم المفضّلة عن منصات التتويج ولهذا تحدَّثوا في البداية عن خلافاته الشخصيَّة مع بعض لاعبي فريقه وعندما لم يجد ذلك صداه وسط الفريق الهلالي تحدَّثوا عن سامي وقلَّلوا من إمكاناته وحتى ملابسه لم تسلم منهم، ثمَّ توجهوا لمساعد المدرِّب وقدّموه على أنّه هو مدرِّب الفريق الحقيقي لكنهم لن يقولوا هذا لو أخفق الفريق الهلالي وسيعودون من جديد إلى الحديث عن سامي المدرِّب، فهو محور حديثهم الدائم بهدف إبعاده عن تدريب الهلال وهذا يؤكد حقيقة ما يخفونه ويعكس قلقهم من نجاحه وهم الذين -لتعصبهم- لم يكونوا يطيقون فوز الهلال من دون سامي فكيف بفوز الهلال مع سامي؟!
أيْضًا بعض المدرِّبين الأجانب يغضبون عندما تتعادل فرقهم أو تخسر خسارة كبيرة أمام فريق يدربه مدرِّب وطني فهم يرونها كبيرة وأنها (شينة) بحق فريقهم ومدرِّبه الأجنبي ولذلك هم يخرجون عن النص في تصريحاتهم وبياناتهم ويعملون على تشويه الفوز الهلالي وينسبونه للتحكيم بالرغم من أن آراء خبراء التحكيم تفضحهم!
الهلال مع سامي لن يخسر إلا أمام الفرق التي تحترم إمكانات الفريق وتعترف بقدرات مدرِّبه الوطني!
اختار ولا تحتار!
مرَّت قضية رفض لاعب الأهلي البرازيلي برونو سيزار الخروج من الملعب وما تبع ذلك من أحداث من دون ضجة ولا قرار بسبب..
- إن ما حدث شيء طبيعي، فاللاعب كان لديه رغبة وشعور بأنّه قادر على خدمة فريقه في اللقاء التنافسي!
- إن اللاعب ليس هلاليًا، فاللاعب الهلالي عادة ما توضع قضاياه تحت المجهر وتضخم إعلاميًّا وتدرج بحماس كبير كقضية عاجلة ومباشرة في البرامج الرياضيَّة!
- إن على اللجان المختصة أن تتعامل مستقبلاً مع مثل هذه المواقف بحسب ما تراه لا بحسب قوة وانتشار الضغط الإعلامي!
وسع صدرك!
** اتهام الحكم بتعمَّد الخطأ وبتصريح مسئول يفرض دراسة الوضع بشكل جاد جدًا حماية للأندية وللحكام وقبلها للوسط الرياضي الذي يرفض أن تصل الأمور فيه إلى هذا الحدِّ!
** وفي تويتر الدرعى ترعى.. صحفي يسأل عمر المهنا: (هل لا زلت مقتنعًا أن الحكم..... نزيه)؟!
** وكاتب يقول (البشت هو من يتدخل في عمل مدرِّب المنتخب)!
** وتغريدات الهريفي ضد سامي تعكس قوة الاشتعال الداخلي!
** نتيجة كل الاختبارات التي دخلتها اللجان في اللقاءات الماضية من الدوري (لم ينجح أحد)!
** (حياد أصفر) مقالة جميلة كتبها إبراهيم البابطين في صحيفة واي سبورت!
** كتبت الأسبوع قبل الماضي عن الثنائيات في الاستديو التحليلي وأن خالد الشنيف يحتاج إلى من يشاركه في مستوى الرؤية الفنيَّة حتَّى لا يتشتت ذهن المشاهد بين رؤى تكاد تكون متناقضة وقلت إن عادل البطي هو الأقرب لتشكيل ثنائي مع الشنيف لكن خطأ مطبعي أظهر اسم عادل البطي هكذا (عامل بطيء) وهنا اعتذر للعزيز جدًا عادل البطي والجميل في الموضوع أن الثنائي حضر بعدها في الاستديو وكان حضورًا ممتعًا ومفيدًا ومتناغمًا.
** يتساءل عن عدم ضم أسامة المولد وأحمد عطيف للمنتخب مع أن الأول يعالج ركبته في مرسيليا والثاني يجري عملية في الساق ببلجيكا!
** تبي تفوز على الهلال خلك طبيعي ولا تشحن نفسك!