قدم بايرن ميونخ الألماني مستويات فنية مذهلة بقيادة مدربه الداهية بيب جوارديولا الذي استطاع في ظرف أشهر قليلة من الارتقاء بأداء الفريق البافاري من المستوى المتوسط إلى المستويات العالية التي يصعب مجاراتها من قبل منافسيه، وأشادت الصحف في القارة العجوز بالعمل الكبير الذي قدمه المدرب الأسباني في هذه الفترة القصيرة له مع بايرن ميونخ.
* الشخصية القوية التي أظهر «البايرن» خارج ملعبه وبالتحديد في مدينة مانشستر على أرضية ميدان إستاد الإتحاد وأمام فريق قوي مرصع بالنجوم مثل مانشستر سيتي وتحت قيادة مدرب محنك مثل السيد مانويل بيليجريني وأمام أكثر من 60 مشجع تستحق التوقف والإشادة والتقدير نتيجة للعمل المميز الذي قدمه لنا جوارديولا، وأظهر من خلاله أسلوب الـ»تيكي تاكا» الذي عُرف به المدرب الأسباني مع فريقه السابق برشلونة.
* جوارديولا الذي بدأ مشواره الأوروبي بلقاء تشيلسي في نهائي السوبر الأوروبي حيث شاهدناه يصفع البرازيلي الشاب تياغو الكانترا بقوة في لقطة أذهلت الجميع، تحدثت عنها الصحافة الألمانية بأن المدرب العملاق بدأ حازماً في توجيه لاعبيه للقيام بمهامهم داخل المستطيل الأخضر وهو ما سينعكس ايجاباً على مستقبل الفريق الأحمر.
* لا أحد من خبراء الكرة ونقادها في القارة الأوروبية -بعد أكتساح المان سيتي في ملعبه بتلك الطريقة- يستبعد انطلاقة بايرن ميونخ للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. خاصة وأن الفريق بث الرعب في كافة أرجاء القارة العجوز بطريقة ستجعل الجميع يخشى مواجهة العملاق البافاري في الأدوار النهائية من البطولة.
* جوارديولا رغم تفوقه المميز على منافسيه إلا أنه يواصل تواضعه الذي عرف عنه، وظهر ذلك جلياً من خلال المؤتمر الصحفي حينما رفض كلمات الصحفيين مثل إكتساح وتفوق تام ومهمة سهلة رغم سيطرة بايرن ميونخ على الكرة بنسبة كبيرة وصلت (61%) مقابل نسبة (39%) للخصم، ورغم تسجيل الملاحظين لـ13 حالة تهديد مباشر لمرمى السيتي مقابل حالتين فقط. وقال جوارديولا بكل تواضع: «ماحدث هو اننا لعبنا بطريقة أفضل وحققنا الفوز».
* كما وضح جلياً النقاط الأساسية التي ركز عليها جوارديولا ويبدو أنها معايير النجاح التي يعتمد عليها في أسلوبه ونهجه التدريبي حينما قال «نجحنا في إمتلاك الكرة، والسيطرة عليها وتمريرها بشكل سليم، بالإضافة إلى تضييق المساحات على الخصم وإفتكاك الكرة بأسرع وقت ممكن». كلمات بسيطة وسهلة إلا أن تطبيقها يحتاج لعمل جبار وشخصية ملائمة ومرنة يمكن أن تتحمل الضغوطات وتعكس المسارات للوصول للهدف المنشود.
* قيام بيب جوارديولا بتغيير مركز فيليب لام (قائد المنتخب الألماني وبايرن ميونخ) من الظهير الأيمن ليلعب في محور الارتكاز قفز بالفريق على مستوى الأداء، وصنع من خلاله تشافي هيرنانديز للفرقة البافارية، ويعتبر «لام» المحرك الرئيسي والقائد المحنك في وسط الميدان خاصة وأنه يجيد الاحتفاظ بالكرة وتمريرة وصناعة اللعب وكذلك افتكاكها من أقدام الخصوم.
* حينما سئل جوارديولا عن ميسي في بايرن ميونخ أجاب بأنه لديه ريبيري فهو النسخة الخاصة به من ليونيل ميسي في فريقه الجديد، ومما سبق يتضح لنا أن المدرب الأسباني صنع نسخة مكررة من برشلونة ولكن في ألمانيا هذه المرة، وقام بتحديد الأدوار التي سبق وأن أعتمد عليها مع البلوجرانا ونجح في إيجاد من يطبقها في تشكيلته الألمانية.